Pages

Wednesday, May 26, 2010

الوقت كالسيف إن لم تقتله قتلك

استيقظت من نومي كعادتي أيام فترة ماقبل الامتحانات ....رتبت غرفتي وفتحت الشباك....كوباية الشاي التي قد لا يصاحبها افطار....كمبيوتر...ووصلة من الجمل الشهيرة التي تقولها جميع الأمهات : "يعني هو لحق اتغير من امبارح باليل للصبح....ما انتي لسة سايباه باليل".....وجمل أخرى لا داعي لذكرها ....ثم قررت زيارة جدتي "عشان وحشتني" ....وكأي من سكان الدور الأول ....تشعر انك جايب كرسي وقاعد عالرصيف معاهم....المهم....عندما دقت الساعة الثانية سمعت صوت أحد أصحاب المحلات قائلا: "صباح الخير يا حودة".....اندهشت لإعتباره هذا التوقيت "صباح" ثم تذكرت أحد طرائف دروس الأسبانية حينما كنا نتبع وسائل كوميدية في التعلم تشعرك (مهما كان سنك) بطفولة قد لا تتذكر ملامحها.....مثل ان يأتي الكتاب بـصور لأشخاص وفوقهم ساعة حائط ويطلب منك ان تذكر إذا تحدث هذا الشخص في الهاتف هل سيقول صباح الخير ام مساء الخير ...


وفي أحد المرات قام أحد الطلبة بكتابة صباح الخير على صورة كانت الساعة فيها الثانية عشر ظهرا فصاح المدرس قائلا (بلهجته التي لا تمت للعربية بـصلة) : "ازاي دي صباح الخير؟؟" فـقال الطالب: "الساعة لسة 12...يبقى صباح" رد المدرس ( وكان من احدى دول امريكا اللاتينية الفقيرة): "12 صباح ده عندكم أنتم بس في مصر.....انما في باقي الدنيا...ده نص اليوم " . واذكر كم غاظني هذا الرد....ولكنني احسست انه صحيح وتذكرت عندما كنت أخبر احدى صديقاتي في المدرسة بأني "هخلص الساعة 2 وعشرة" كانت تضحك وتقول ماتقولي وربع.....حيث ان الخمس دقائق لا تمثل أي قيمة...فلا مانع من ان تعطي موعدا في الساعة "اتنين اتنين ونص كده " بما إن دي كلها "شوية شكليات" لن نتطرق اليها

هل سألت نفسك لماذا يكتب "بتاع الفول" على عربيته دائما"وإن خلص الفول أنا مش مسئول"؟؟ لعلمه بتطبيق المواطن المصري لنظرية "خليك ذكي واصحى في الطراوة" بـحذافيرها



واتباعا لهذه النظرية عليك عزيزي القارئ بـتجنب النوم المبكر و الاستيقاظ المبكر وخليك ذكي واصحى عالعصر في الطراوة ولندعو لتأخير ساعات العمل والدراسة لتوقيت الطراوة ...حتى نرفع معا القدرة الانتاجية وكفاءة الأيدي العاملة ومعا نحو اقتصاد أفضل


ففد تذهب إلى أحد المصالح الحكومية (أو غير الحكومية...مش موضوعنا) وتدب المشوار وتصل في الساعة الواحدة والنصف وتجد الموظفين "روحوا" في حين ان موعد الانصراف هو الساعة الثانية بس أصلها مجتش من نص ساعة

أو تذهب لإستلام بطاقتك الانتخابية في شهر 5 (بينما كان موعد استلامها في شهر 3) وتجد الموظف يقول: "هو إنت مستعجل ليه؟؟ تعالى خدها السنة اللي جاية " ... دون مبالغة...ده اللي حصل

وعشان الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ....أو إن لم تقتله قتلك...علينا بـقتل الوقت....والهجوم خير وسيلة للدفاع ....لذلك انصحك بـأن "تفرد ضهرك ...انفخ صدرك...الخيالة دايما ضهرهم مفروض"....واضحك الصورة تطلع حلوة

Monday, May 3, 2010

اأنا مش أنا

أحيانا اجد صعوبة في تفسير مايدور داخل رأسي وفهمه.....فبالداخل تيارات متقابلة وموجات متداخلة وبحور ليس لها أول من آخر حتى انني بدأت اصدق مقولة جدتي التي كانت تقولها دائما عندما أخرج رأسي من الشباك: "راسك اتقل من جسمك" لذلك كان عندها اعتقاد دائم انني سأسقط

ولطالما فشلت في تصنيف نفسي, فانا لا انضم لأي فريق ولا أشبه أي مجموعة ....لا أعتبر نفسي من العاقلين ولكنني لست مجنونة أيضًا .....لست من الحالمين ولا من الواقعيين ....أحمل النقيضين بـداخلي ولا أشعر بالاختلال

هو الإنسان إيه غير شوية متناقضات فوق بعض؟ إنه المخلوق الوحيد الذي قد يحمل النقيضين معا, الكائن الوحيد الذي يبكي ويضحك في آن واحد....يتكلم ويصمت في آن واحد....يشعر ويفكر في آن واحد....و هو الوحيد اللي ممكن يكون "عايش ومش عايش" زي عمرو دياب أو يكون "هو مش هو"....أو "أنا مش أنا"

كنت أعتقد انني الوحيدة ضمن البشر التي تملك عينين غير متطابقتين....و لكن مع وصولي ل"سن الشيخوخة" ادركت أنه لا يوجد إنسان على وجه الأرض عيناه متطابقاتان

فكيف للإنسان ألا يقبل الاختلاف؟

أنا لا أعني قبول الاخر .....ولكن أعني ما هو أهم....قبول الإنسان لإختلافه هو....واحترام الإنسان لعقله وفكره أيا كانت نظرة الاخرين له....فيهو يطبق سُنة كونية بـكونه مختلفا......وهو غير مختلف بـكونه مختلف

لماذا ينقسم الناس (أو بـمعنى أصح لا ينقسمون) إلى صنف واحد....وذوق واحد....وزي واحد....وفكر واحد (أو فكر جديد) وكلام واحد.....ومن يخرج من هذا الصنف يعتبر "مختلفا" واحيانا مجنونا واحيانا "مش عايش في مصر" (مع انه واقف أمامك في- ليه متكونش إنت اللي مش في مصر؟؟ يعيشك برقة) ... واحيانا يفوق الموضوع هذه المرحلة فييصبح الإنسان من كوكب اخر

الإجابة: لأنن المختلف يخجل من اختلافه ولا يدافع عن فكرته أو يحاول اقناع الاخرين بها ..... وقد يكون سبب ذلك عدم اقتناعه هو نفسه بالفكرة


إذا كان الإنسان يتغير ويتغير مابداخله ويتغير فكره......فـالذوق العام والفكر العام يجب ان يتغير لتغير الأفراد.....

إذا كنت تعتبر نفسك من أصحاب الفكر...فمن فضلك فكرك ينتظر من ينصره و يدافع عنه...فلا تجعله ينتظر حتى يموت دون ان يجد أحدا