Pages

Thursday, January 13, 2011

ذا تاون أند أي...كلمني عربي وحياة ابوك

كعادتي أيام الامتحانات.....وغير الامتحانات ...استيقظت فوجدت نفسي وحدي بالمنزل أو.."هوم الون"...فـأنا الكائن العاطل الوحيد بـهذا المكان.......فلا أعتبر الدراسة عملا وإنتاجا....لأن المستفيد الأول والاخير - ده لو كان في مستفيدين أصلا -هو أنا....


وكالعادة....وجدت القطة الصغيرة تنتظرني أمام باب غرفتي....حتى تمسك بمخالبها الصغيرة في طرف ملابسي وتضربني على قدمي....وأنا في الغالب لا أرى لونها الأبيض على الأرضية البيضاء خاصةً وأنني اتمتع بـقصر نظر واضح جدا....فأعتبرها أحيانا جزء من السيراميك


جرس الباب......على فكرة أنا مش هفتح....ماما قالتلي متفتحيش لحد متعرفيهوش.....الجرس لا يتوقف ....إنهم "بتوع الغاز"....فتحت الباب...."حضرتك احنا عايزين نركب ...(شيء لم أفهم كينونته فـلا داعي لأن أحاول ان أتذكر ماهو....فأنا لا أذكر مالا أفهم)....دخل العامل.....10 دقائق داخل خارج .....وانا اقف لأرى ماذا يفعل.....الباب مفتوح....القطة هتخرج...أنا مبعرفش اشيلها......أجل....إذا كنت تعرفني جيدا أو لا تعرفني جيدا فـحتما انت تعلم أنني أكره القطط جميعها وقطة أخي على وجه الخصوص...واقصى تعاملي معها هو ان "ارش" القليل من الماء على وجهها حتى تذهب بعيدا


تمنيت ان تخرج....ولكنني كنت على علم انها ستعود مجددا.....فـكثيرا مانتمنى ان تذهب شخصيات أو أشياء من حياتنا....ونقنع نفسنا انها ذهبت ونحن على يقين "إنها راجعة تاني تقرفنا"....لذلك فـقد يئست من محاولات "تطفيش" القطة.....وقررت أكبر دماغي واسيبها تعيش في سلام .....لكن محاولة منعها من الخروج كانت الأصعب.....فـأخذت أحاول ان "اهشها" بـرجلي....فـأصبحت النظر بـعين على القطة وعين على عامل الغاز


ولكن كوني أنظر إليه بـعين واحدة لم يمنعني من ممارسة نشاطي الطبيعي ...ولمحت هذه الكلمة على ظهر "العفريتة" التي كان يرتديها"تاون جاس"....نعم؟ تاون إيه؟ الشركة المصرية للغاز اتمدنت وبقى اسمها تاون جاس؟


بـصراحة..."حزت في نفسيتي أوي".....لم ألمح هذه الكلمة التي لا أقتنع حتى الآن أنها يمكن ان تكون اسما لشركة وطنية طوال الأسبوعين اللي كانوا بيجوا فيهم كل يوم و مبينجزوش حاجة....كعادة باقي الشركات الوطنية...التي لا تحمل أسماء أجنبية...ثم عاودت التفكير مرة أخرى..."طب وفيها إيه؟...ما اذاعة الشباب والرياضة بقى اسمها جول اف ام.....وقناة النيل للأسرة والطفل بقى اسمها نايل فاميلي....وجمعيات الأهرام الاستهلاكية بقى اسمها فاميلي ماركت....يعني هي جت على تاون جاس؟"


لماذا عندما نذهب إلى أي مطعم أو كافيه بنعمل أردر....مش طلب(وتعمدت كتابة الكلمات الانجليزية بـحروف عربية لأرى مدى قبحها....وأعيد النظر في كتابة الكلمات بـغير حروفها....مثلما أفعل وأكتب كلمة عربية بـحروف انجليزية ).....لماذا يسألك "الوايتر"....عما إذا كنت تريد"بكلز" على السندويش ....وبينطقها غلط....ولو مسمعتش وقلتله نعم؟ هيقولك "بكلز" حضرتك....يعني مخلل....وانا مستنيك تترجملي يا نجم؟ ماتقول من الأول بالعربي....كلمني عربي وحياة ابوك!


...."سموكينج ولا نن سموكينج؟"......"اكسترا تشيز"...."اكسترا شوكليت"......"حضرتك عملت كنفرمشون عالرزرفشن ولا لأ؟...."فرست كلاس"...."التلاجة دي نو فروست"......."شادين الهاند براكيس...."ميت باللز"...يعني كرات لحمة....ماتقول كفتة يعني....لازم التناكة؟


أنا لا أرى أي سبب يجعلنا نتحمل هذه السخافات......أنا لن ارضى ان يتربى أولادي في مثل هذه الثقافة المتخلفة المليئة بـعقد النقص....فـالذي يتحدث لغته هو "أولد فاشوند" ومتخلف ......


هل الطبيعي ان يتحدث الإنسان العديد من اللغات؟.....يكفيني فخرا ان أجيد لغتي.....أمال ربنا خلقنا مختلفين ليه؟


حينما تصبح الشركات الوطنية تحمل أسماء غير وطنية....وحينما يصبح أبناء الوطن يتحدثون بـغير لغة الوطن ....حينها لا يصبح الوطن وطنا


دعوة للحفاظ على وطنيتنا....فـهذا في رأيي مفهوم اخر للوطنية......ليس الوطني من ينادي بـاستقلال بلاده السياسي والاقتصادي فحسب...ولكن الوطني من ينادي بالاستقلال الفكري ...والاستقلال الفكري يبدأ بـالاستقلال اللغوي والثقافي


أنا مش لازم أطلع في مظاهرة عشان أبقى وطنية ...ومش لازم احرق أعلام ولا اردد شعارات قد لا أفهمها لقصوري في لغتي ....ان أحافظ على لغتي هي وطنيتي في هذه المرحلة


وعهد عليَّ ان أحاول قدر مااستطعت ان أحافظ على كلامي وان اطلب من كل من أراه" كلمني عربي وحياة أبوك"