Pages

Sunday, December 12, 2010

يا رب السماء تمطر

كانت الساعة الثالثة عصرا.....ولكن كان من الصعب تحديد ذلك دون النظر في ساعتي حيث كانت السماء رمادية مصفرة أو برتقالية....في الحقيقة لا أستطيع تحديد ذلك اللون بالضبط ولكنه لون لم يعجبني اطلاقا....خاصةً حين امتلأت رئتاي بالهواء المحمل بالأتربة....لا...عذرا....أعني الأتربة المحملة بالهواء ولم أكن لأتخذ خذه الخطوة وأجرؤ على النزول لولا الضرورة

ولا أعلم لماذا ذكرني مشهد طلبة أحد المدارس في شارع 26 يوليو في الزمالك بـذلك المشهد اليومي عند "لورد".....السوبرماركت الذي كان "كعبة" كل طلبة وطالبات مدرستي (الذي علمت بعد 4 سنوات من اغلاقه وتخرجي من المدرسة أنه كان محاطا بعلامات الاستفهام حول نشاطه) ولا أعلم لماذا كنا نجتمع هناك رغم أننا نقضي حوالي 10 ساعات معا....ورغم اننا أحيانا لم نكن نجتمع هناك لشراء "حاجة حلوة" مثلا .....ولكن بـغرض الجلوس على ذلك السلم الرخامي الذي كان موجودا في مدخل العمارة المجاورة له....و لم يمنعنا من الجلوس هناك صوت تلك العجوز الشمطاء التي كانت تسكن في الدور الأرضي التي كانت تخرج لتسمعنا سيمفونية بـسبب أصواتنا المزعجة....أو بواب العمارة الذي يظهر في كل صوري مع صديقاتي....أو تلك العواصف الرملية....واخذت أسترجع كم كان مجتمع المدرسة مغلقا ومحدود النشاط....فلا أذكر جديدا عن لورد غير خروجة يوم الخميس المقدسة أو أنني كنت أقضي الفسحة في القراءة على سطح المدرسة أو في تأمل الناس والسيارات في شارع جامعة الدول العربية من السطح ايضا.....أو الجلوس على الشباك في الفصل.....وأذكر أول مرة زرت فيها مكتبة وأنا في الثانية عشر و اشتريت فيها كتابا لا زلت احتفظ به ولا أعيره لأحد قط...و أذكر سعادتي في أول مرة نشر لي مقالا في مجلة وأنا في الرابعة عشر .....ومن الجدير ذكره انني كنت أكتب تلك المقالات في الحصص لشدة مللي.....

لا أعلم لماذا أمقت هذا الوقت من العام....ويساورني اعتقاد عجيب بأن السماء عندما تمطر.....فـهي تبكي حتى تستريح مما تحمله من "سواد"....تماما كالإنسان حينما يبكي....وكلما زاد "السواد"...زادت حاجة الإنسان في البكاء

حتى السماء تضع نفسها في المقدمة......فـلا تكترث بقدر الأذى الذي يصيب الناس حينما تمطر......لا تكترث بـقدر الكآبة التي تضفيها على من حولها حين تبكي....لا تكترث بأنها تحجب الشمس والنور عن العالم......لا تكترث "بمنظرها قدام الناس".....تبحث عن راحتها هي....وهي فقط.....

لو كنت فكرت في تلك الخاطرة من أيام قليلة ماضية لرأيت السماء أنانية....ولكنني اليوم أقدر ماتفعله......فـكل من في هذا الكون يضع نفسه في المقدمة.....دون النظر لأي شيء أو أي أحد آخر....فلا تتوقع ان يفضلك أحد على نفسه وإن زعم هو ذلك....ده في القصص الخيالية وأفلام الكارتون بس

إن لم تضع نفسك في المقدمة ستظل دائما في المؤخرة....أنا لا أدعو للأنانية ولا تجاهل حقوق الاخرين....ولكنني ادعو لإحترام حق الذات وعدم هضمه

لم أرى شعورا أسوأ من الظلم.....فـحينما يظلمك أحدهم لا تستطيع ان تصف مدى سوء شعورك تجاهه وقد تكرهه مهما كان حبك له....فـما بالك حين تظلم الشخص الوحيد الذي لازمك ويلازمك وسيظل يلازمك حتى آخر يوم في عمرك.....انه أنت.....تخيل إذا وصلت بـظلمك لذاتك لمرحلة أنها تكرهك ؟ الإنسان الذي لا يحب نفسه لا يستطيع ان يحب أحدا... فـفاقد الشيء لا يعطيه

يا رب السماء تمطر :)

Thursday, November 25, 2010

أشكال وألوان

لم يكن مشهد قرص الشمس وقت غروبه أبدا ضمن المشاهد المفضلة لدي...فـأنا لا أحب النهايات....خاصةً الحزينة منها ....حتى إذا كانت نهاية كاذبة....تخدع الناظر اليها وتعاود البدء مجددا بعد ساعات....ولا يكاد الإنسان يشعر بهـا كنهاية...حيث ان الوقت بينها وبين البداية الجديدة لا يذكر إذا قورن بما يحياه الإنسان ككل



ولكن لإختلاف ذلك المشهد عن النهاية المعتادة اعتبرته أحد المشاهد التي لا تنسى ......طريق لا ترى فيه سوى القليل من الشجيرات المتباعدة .....وسماء ملبدة بالغيوم.....تلمح فيها شعاعا أحمرا لا يكاد يرى لشدة ضعفه ....وفي خلال دقائق معدودة يظهر مصدره ... قرص الشمس... كاملا ...يملأ الأفق ....ثم يعاود الاختفاء مرة أخرى في ظرف دقائق.....ويظهر....ويختفي....ثم يعود ليظهر ويختفي مرة أخرى .....في وقت لا يذكر ....معركة يأبى كل طرف فيها الاستسلام لسيطرة الاخر.....فـكل من في هذا العالم يحاول الظهور بـشدة على حساب من حوله ويبقى البقاء للأكثر صبرا والأكثر اصرارا واحيانا الأكثر عددا ....لا للأكثر قوة....فلا أرى للسحب قوة على الشمس...ورغم ذلك...غالبا ماتغطي السحب الشمس وتمحي وجودها



لم أرى اختلافا كبيرا بين الكثير من الناس والشمس......يقف في مكانه....معتقدا أنه سيظل الأول.....فاتحا المجال لكل من يريد السبق ان يغطيه ويمحي وجوده.....



وقد دفعني ذلك للتفكر في الناس.....



فمنهم من يتحرك مع التيار...كأنه قارب خشبي تقذفه الرياح يمينا ويسارا....ثم يعود الحبل الذي يربطه بمرساه لجذبه في الاتجاه المعاكس لينسف ماقام بيه في الخطوة الأولى....وهو على أشد القناعة أنه يتحرك نحو هدفه....وانه يتمتع بالحرية




أو كالذي يهرب من مواجهة واقعه تماما كالصرصور..."نافش شنباته" ولكنه في الواقع ليس أكثر من كائن جبان....."يفعصه" المارة بأحذيتهم القذرة




أو كالغراب....يقدم الذكاء على القوة......فالغراب كائن يبغضه الكثيرون لقبحه....ولم يذكر قط ضمن الطيور القوية أو المفترسة.....ولكنه يتمتع بالصبر والذكاء.....يقف مكانه...حتى يهدأ الاخرون ...ثم ينتقي الوقت المناسب لاقتناص الهدف




وبعضهم كأبو قردان....يمشي في "تناكة"...ثم ينحني ليأكل الديدان من الأرض




ومنهم من هو "تلم" كالذبابة




ومنهم الكثير.....لا تشعر بوجودهم إلا وقت الشدة ....رغم انك لا تستطيع الحياة بدونهم....تماما كالنجم المضيء في السماء في حين ظلمة


ومنهم من يأبى ان تكون له فائدة....كرصيف عال ضيق في شارع لا تقربه السيارات...فالمشي عليه يرهقك أكثر مما يفيدك



أشكال وألوان!!

Sunday, November 7, 2010

"لنش كبير"

لا أعلم ماسر حبي في وسائل المواصلات ومتابعتها....ولكن التفسير الوحيد لذلك هو أن الشارع الحالي لا يحتوي إلا على المواصلات ولحبي الشديد لمتابعة "نبض الشارع"....أفكر في كل ماحولي واختلق روابط غير موجودة وقد تختلف باختلاف حالتي المزاجية والذهنية ....اعني انها قد تختلف قبل ذهابي إلى ال"مخروبة" وحين عودتي منها.....حيث ان تأثير ال"مخروبة" أقوى من أي مؤثر آخر



فـكوبري الجامعة يعد بالنسبة لي مسرحا لمختلف الأحداث ومصدرا للعديد من الأفكار والخواطر التي تملأني....وأحمد الله على هذه النعمة.....فـمن لا يفكر...لا يحيا حياة كاملة.....فهو يفتقد أحلى نعمة اعطاها الله إياها وكرمه بها عن الحيوانات ولا مؤاخذة



و لم أفهم قط لماذا يشبه الناس الإنسان المندفع بالقطار.....كنت أعتقد ان السبب في ذلك هو ان القطار له مسار محدد ولا يستوقفه من يقف في طريقه....لهذا حين تقدم بينا الزمن ورأينا الأتوبيس يحذو حذو صديقه القطار....اصبح الكثيرون يرون المندفع أتوبيس....وليس قطار



في حين أرى أنا المندفع مركبا بخاريا.....أو يعني بالبلدي لنش....فالمتشابهات بينهما كثيرة



فال "لنش" دائما مسرع....لا ينظر لما حوله ....ولا يكترث بمن حوله....ولا إذا كانوا ثابتين....متحركين.....عايشين ولا ميتين....صاحيين ولا نايمين....هو كما هو....لا يرى سوى نفسه



دائم النظر لما أمامه فقط....لا يرى سوى زاوية واحدة للأمور....غبي....قد تكون أمامه زوايا أخرى....وطرق أبسط....وحلول أسهل.....ولكنه لا يرى سوى مايراه الطريق الصحيح



يجري كالثور الأخرق.....يفرق الجموع يهد الماء هدا...ويعكر صفوه...ويصدر اصواتا عالية يسمعها كل من حوله... وهو على قناعة أنه "مفيش زيه" وأنه البطل....وأنه يحسن الصنع رغم ان مايهده سرعان مايعود لبنائه الطبيعي....وما يعكر صفوه يرجع لهدوءه....وما يسمعه من حوله سرعان مايختفي....ويعود المكان كأن لم يمر فيه أحد..... لا يترك أثرا يذكر رغم قناعاته الشخصية بقوة مايفعل....ورغم قدرته على خداع بعض الناس بأنه "جامد" ولكن...سرعان مايظهر عكس ذلك....أصل مش كل كتكوت يتقاله يا كتكت



وفي النهاية.....لا أجد ماأقوله سوى أنني لا أحب "اللانشات".....ولن أكون منهم إن شاء الله

Wednesday, October 27, 2010

الحدق يفهم

ضاقت فلما استحكمت حلقتها فرجت ….وكنت اظنها لا تفرج"......شعاري منذ أكثر من أسبوع ملطشة فيه قوي معايا.....ورغم اني اعتدت مراعاة الترتيب في حياتي إلا انني لا أستطيع اعادة ترتيب الجملة …..فـأنا حاليا أعيش في الشق الثاني منها ولكني اتمتع بالأمل.....وانتظر الفرج....

لست من أنصار حقوق المرأة لهذا من السهل إقناعي ان البيت هو المكان المناسب للبنت.....وهذا مايحاول المجتمع الذي تمنعني تربيتي من ان أجد كلمة مناسبة لوصف المعاملة التي ألقاها منه في الفترة الأخيرة...والتي دفعتني في التفكير في اخذ قرار لم أكن لأفكر فيه أبدا وهو: أنا عايزة أقعد في البيت.....أنا مش نازلة تاني ابدا....حتى ولو بـغرض التعليم.....إن شاء الله عني مااتعلمت....اصون كرامتي …..وأحافظ على احترامي....حتى على الأقَل امام نفسي ….ولكني سرعان ماتراجعت وشعرت ان ذلك هروب من الأمر الواقع ….واستسلام لإختفاء الرجولة من المجتمع وانا كده هابقى زيهم وهاقع من أول خبطة.....لو ماكانش فيهم راجل فأنا هكون الراجل ده

ومن الواضح انني طالما عبرت عن عدم كوني من أنصار حقوق المراة فـبالتالي أنا لا أكن عداء للرجال ولكني أريد بعضا من الاحترام الذي طالما اعتقدت أنه حق يكفل لكل مواطن بعيدا ان انني بدأت أشك في الكثير من معتقداتي....فـمجتش على ده…..وعلمتني الحياة ان اكون واقعية …لهذا أنا لا اطلب ان أعامل معاملة الأميرات...ولا حتى معاملة تليق ببنت في مجتمع شرقي تحكمه تقاليد (مش متأكدة من المعلومة دي.....يرجى الرجوع للمصدر( ويرتبط بتعاليم دين يقوم أساسه على حسن الخلق والأدب في المعاملة ( و الارتباط ده غالبا اتفك).....لهذا كل ماأريده هو القليل....ولا أكثر من القليل من الاحترام ….ده إن ماكانش فيها اساءة أدب يعني



قد لا يجد القارئ أي علاقة بين ماسبق وبين مايلي.....ولكن الحدق هيفهم

يوم عادي....الكلية....الزحمة....الساعة 3 إلا عشرة …..يتحقق حلمي في الوصول للمصعد .... وإذا كنت طالب عندنا.....هتعرف إن ده مطلب قومي صعب المنال.....وعليك ان تصعد إلى الدور السابع أو السادس على رجلك.....وتتكتب غياب إذا تأخرت عشرة دقائق ...مشكلتك….وإذا اتكتبت غياب 3 مرات تحرم من الامتحان....مشكلتك برضه

داخل المصعد سعداء الحظ.....5 بنات وولدين وإذا كنت طالب في كليتنا برضه هتعرف إن نسبة البنات أكبر بـكثير من نسبة للأولاد....ولكن غالبا مايستخدم الأولاد المصعد والبنات السلم.....مش أكبر مشاكلنا....المهم....اكتشف ان ال 7 أفراد من دفعتي ( اللي معرفش فيها حد ( و إذا كنت طالب عندنا (آخر مرة بجد ( فـمن المؤكد انك على دراية بحالة المصعد وملم بـالتكنيك الشهير في التعامل معه بداية من أنه لا يقف في الدور الخامس...وان الباب مسدود بـخشبة سوداء قاتمة تسر الناظرين …إلى ان الباب يحتاج إلى مساعدة حين يفتح وأن الوقوف في الوسط ممنوع حتى لا يضطر المصعد إلى اصدار ذلك الصوت المزعج كناية عن الوزن الزائد حتى إذا كان في المصعد فرد واحد



المكان: لا استطيع تحديده بالضبط.....فهو بين الدور الثالث والرابع...يعني حاجة زي كده …..الزمان: الساعة 3 إلا عشرة....الحدث: لا أعلم.....ولكن المحيطين بي بدأوا في التذمر ….لقد توقف المصعد.....ولكن سرعان ماتحول التذمر إلى حالة من الوجوم.....فقد انطفأت الأنوار.....والسبب مجهول.....يمكن فصلوا الكهرباء؟ وارد...حصلت قبل كده بس احنا لسة في نص اليوم الدراسي.....يمكن الكهرباء انقطعت؟ لا أعتقد ذلك , فأحدهم كان يتتبع المارة في الخارج وكان فيه نور



لا أعلم لماذا كنت هادئة هدوء عجيب.....بس ماهو أصل أكيد حد هييجي يطلعنا......مهم مش هينسونا هنا.....ولا بد من ان يخرجنا أحد بـمجرد ان نعلم أحد من بالخارج اننا بالداخل



جلست على أرض و اخذت أتابع مايحدث حولي....

توقعت ان تبدأ البنات في الصراخ …..وبالفعل بدأ الصراخ والعويل ويالهوي وحد ييجي يطلعنا من هنا …..ولكن المصدر كان مختلفا.....فـقد كان المصدر هو "الرجلان" اللذان اكتشفت فيما بعد إن أنا وهم في معمل واحد!



وبدا النحس محلقا حولنا......فأنا لا اعرف أحدا حتى أكلمه عشان ييجي ينقذنا …..وكلما حاول أحد ان يتصل بصديق للمساعدة ….يلاقي الصديق ده مجاش أصلا! أصل الدفعة كلها خدها الوبا!

أخذ الوقت يمر....وبدأت جمل مثل: "احنا كده هنتخنق", "الدكتور هيطردنا" تظهر في المكان.....ولم تكن تلك أكبر مشاكلي حينها.....لانني كنت مذهولة من السلوك المحيط …..فالبنات كن هن من يحاول التصرف …وكن هن الهادئات اللاتي تحاولن ايقاف “الرجلان" عن السلوك الأخرق الذي كانوا يقومون به من قفز في الهواء ومحاولات عجيبة للعبث في المروحة....على أساس إنها هي دي اللي هتطلعنا......هي طاحونة هواء هترجعلنا الكهرباء في المكان؟؟ و ماكان أعظم هو انهم كن يحاولن اسكات "الرضع" اللي معانا عن العويل.....ولم استبعد حينها بكاء أحدهم أو إنه يكلم ماما تيجي تاخده



خرجنا بـسلام.....ولا أجد كلاما يعبر عن مابداخلي....ولا اجد كلاما يصف مدى ارتباط المقدمة بالنهاية......ولكن....الحدق يفهم.

Sunday, October 10, 2010

النفق

أنا لا أعرف لماذا أكتب هذا الكلام....فـبصراحة...وأنا في البداية لا أعلم عما اتحدث....ولكنني أريد ان أتكلموأحكي عن يوم في حياتي ...يوم مثل أي يوم....ولكني أحببت ان اتحدث عنه...قد تبدو بعض اللقطات به فلسفية....و أنا لا أحب الفلسفة....لهذا أعتذر عنها مقدما...وأطلب من القارئ ان يتحمل السطور القادمة من الأفكار غير المرتبة....يمكن يكون فيها سطر ينفعه....بيقولوا إن دي خبرات



الساعة الثانية ظهرا.... كانت الشمس مشرقة تبعث حرارتها على جميع أنحاء المحروسة رغم اعتدال الجو عادة في فصل الخريف....الفصل الذي أفضله رغم ظلم الناس له بوصفه بالكآبة دون التفكير في أنه أفضل فصل من حيث اعتدال الجو في مصر ....ناهيك عن إن فيه عيد ميلادي...ودي لوحدها بالدنيا


الأوبرا....حيث الماسورة المكسورة منذ أكثر من أسبوع ....والتي تم اصلاحها مع ترك حفرة للذكرى ...مما أدى إلى تعطيل حركة المرور حيث تضطر السيارة من دول أن "تفرمل" ثم "تحدف يمين" حتى تفادي الحفرة


وكما اعتدت ان أمارس عادت كمختلة عقليا....قررت ان اقضي الصباح وحدي...حفاظا على صحتي النفسية....وحفاظا على شعور الآخرين...عشان متجيش فيحد فيهم...


واتماما لجولة الصحة النفسية....قررت أن "ألف في الشوارع"....وقد ساعدني على ذلك وجود الحفرة...فـشكرا للمجاري....وشكرا للمواسير


و قال على رأي المثل ....مشوار الألف ميل يبدأ بـخطوة....تلك الخطوة التي بدأ بها مشواري من الأوبرا إلى الجامعة.....


إذا كنت تعرفني جيدا فـستعرف انني أحب مشي المسافة الطويلة.....واعشق شمس المنتصف....لهذا أستمتع بالمشي "الغير هادف" في مثل هذا التوقيت.....واستكمالا ل اختلالي العقلي ....اتجول ناظرة إلى الآخرين من المارة وما حولي من معالم وعلامات


لم تكن تلك المرة الأولى التي أمشي فيها على كوبري أكتوبر سيرا على الأقدام...ولكنها كانت مختلفة...


النيل بــلونه الأخضر الذي تتلألأ أشعة الشمس الحركة فوقه مع رائحة عوادم السيارات التي كان لها بريقا آخر في هذا المشهد الخالد....الذي أكملت جماله أصوات الات التنبيه...مع أغاني عبد الباسط حمودة...نجم الأغنية الشعبية, والتي انطلقت من المركبة الجميلة التي تحمل ماركة حلاوة


لم تكن تلك المرة الأولى أيضا التي أسير فيها مسافة طويلة وحدي....ولكنها كانت مختلفة....قد يرجع ذلك للضوضاء المنبعثة من داخلي....أو لأن نفسي زعلانة مني عشان مش باقعد معاها لدرجة إني بخاف أقعد معاها لوحدنا أحسن تستفرد بيا وتأنبني


واصلت السير ....وطالما احببت ان أمشي على الرصيف "اللي في النص"...حتى اشعر بالسيارة عن يميني وعن يساري وأرى ناحيتي الطريق ....وحتى لا يشاركني أحد الرصيف...خاصة وأنا أحمل حقيبتان....بداخل احدهما لاب توب ثقيل


ولكن سرعان ماكدرت لوحات الإعلانات صفو مسيرتي....فـكلما قابلتني احداهم...اضطرتني لأن أنحني لها....أو لأن أنزل عن رصيفي....فـعبرت الطريق إلى أحد الجانبين حفظا على سلاماتي


واصلت السير مرة أخرى....حتى وصلت إلى ذلك النفق الذي لا اعرف له اسما...وضاق بي الرصيف حتى صرت أمشي "أقدم قدما على قدم" حتى استطيع المشي.....وبين كل خطوتين يقف لي تاكسي.....رغم أني لم أطلب منهم الوقوف....وقد يعرف المخضرم في عالم التاكسي أن القاعدة الأساسية هي....اكرف التاكسي يجيلك....انده للتاكسي يشتمك


وكأي إنسان طبيعي....عاودت العبور إلى الرصيف اللي في النص مرة أخرى و تذكرت حينئذ ان الإنسان مابيعجبوش العجب....المهم....


داخل النفق....كان شعوري مختلفا.....شعور لم أعهده من قبل.....بدأ الظلام يسود المكان......وبدأ صوت مقطوعة البيانو التي كنت أسمعها في الخفوت حتى اختفى تماما.....وصرت لا أسمع إلا أصوات السيارات المسرعة....وقفت في مكاني لوهلة....و استشعرت الهواء من حولي.....أصل الحاجة ممكن تبقى موجودة فيكل حتة.....بس مابنحسش بيها إلا في أماكن محددة فقط...واوقات معينة....عدت لإستكمال السير....ولم أحاول الالتفات حولي هذه المرة...فـأنا وحدي في هذا المكان...وحتى لو في ناس....فهم مزيد من المجانين قرروا الإنضمام إلى في رحلتي عبر النفق....وكأن الطريق كحياة الإنسان....أجزاء منه بها شمس متلالأة....وأجزاء مظلمة كل نفق....عاملة إنها منورة مع إنها في الواقع مظلمة....أجزاء فيها ضوضاء....وأجزاء فيها صوت البيانو...وأجزاء لا تسمع فيها إلا مايريد القدر ان يسمعك إياه....حتى لو كنت تفعل كل شيء لتسمع ماتريد.....وأحيانا أخرى تكون فيها أصما....لا تسمع شيئا إلا صوتك الداخلي....الذي كثيرا مايكون مخطئا ولكنك تسير وراءه "زي الأهبل" حتى تقع في الحفرة التي كانت تحذرك الاصوات الضائعة من السقوط فيها....أجزاء حارة رغم وجود الهواء حولك....ولكنك لا تشعر به...وأجزاء باردة....رغم عدم وجود اختلاف


أنا لن اتحدث عن باقي رحلة....ولا على باقي اليوم....ولكن سأكتفي بأن أقول انني عدت للنور مرة أخرى بعد النفق....واستكملت الموسيقى التي أردت سماعها...ولكنني لن أنسى هذه الفقرة المظلمة من طريقي

Sunday, September 12, 2010

جحا أولى بـلحم ثوره

حملة مقاطعة فيس بوك....انشرها لنصرة دينك"
"لا لحرق المصحف"
"فلنبلغ عن هذا الكافر الذي يسب الإسلام"
"ملحد يدعي الألوهية"

عناوين تمتلئ بها صفحات البداية والدعوات والرسائل وأحيانا التعليقات في جميع الصفحة بما فيها صفحات التعليم والفنون أو أي مجال أيا كان

هل حاولت قراءة التعليقات؟ كلما أحاول قراءة أيا منها أصاب بالاستياء الشديد والحسرة....فغالبا ماتحتوي التعليقات على الفاظ غير لائقة أو سباب رغم مخالفة ذلك لتعاليم الإسلام لقوله تعالى


وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ

عندما اتخيل نفسي مكان غير المسلمين ممن يرون تلك الصفحات....ماذا سيصلني من تلك التعليقات؟ في رأيي....سيرى العقل البشري من يحاول الدفاع عن دينه هو خير واجهة له.....فكيف يكون من يسب الآخر ويعمم ذلك خير واجهة لدين يعتبر فيه احترام الآخر ركيزة أساسية...وفرضا وأمرا ليس فقط بالإحترم بل وبالبر أيضا...فقد قال الله
لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"

فلننظر نظرة أعمق....ولنأتي بالبداية......البداية....أحد من لا يعلمون الكثير عن تلك الثقافة المجهولة التي لا يرى منها سوى مايصوره له الإعلام....ولنكن منصفين في وصفنا للإسلام من وجهة نظره كثقافة.....فـهو لا يعرف كان يمكن لدين ان يتناول كل صغيرة وكبيرة في حياة الفرد حتى آداب الطعام و آداب السير في الطرق العامة....ولنعطه مزيدا من الانصاف ونحترم عدم وجود الدافع لديه لمعرفة المزيد عن الثقافات الأخرى (لما يبقى عندك إنت الدافع ده ابقى تعالى اتكلم).... فلماذا نتوقع منه سلوكا غير الذي يصدر منه؟

وتتصدر نظرية المؤامرة قائمة المكونات الفكرية لعقول أغلبنا حاليا.....فهم الذين خربوا تعليمنا...وهم الذين اهدروا مواردنا ...وهم الذين خرقوا قوانين المرور وهم الذين اغلقوا اشارةالمرور اللي عند بيتكم حتى تتأخر عن عملك وبذلك يتحقق مرادهم في تخريب الاقتصاد القومي....الا "هم" دي عايدة على مين لا مؤاخذة؟

أنا لا أنفي وجود المؤامرة....ولكنني أعترض على اتخدمنا إياها ك"شماعة" نلقي عليها كل أسباب تقصيرنا في توصيل فكرنا والتعريف بثقافتنا

لماذا لا نرى سوى الجانب المظلم فقط؟ أنا لن أنسى حين اعترضت الشعوب على موقف مصر من الحصار على غزة رغم الاعتراض الشعبي عليه...ووصف الدول الأخرى ل مصر بالخيانة....والقاء اللوم على الشعب بجميع طوائفه والتعميم....واذكر كم اردت ان أصرخ قائلة: "يا جماعة مش كلنا كده!!"

هـأنا ذا أدافع عن الآخر وأقول: "يا جماعة مش كلهم كده!"....كيف أعاقب من تصله رسالة بلغة لا يفهمها؟....كيف استنكر واعترض على فكر يعترض على مضمون لم يرى منه سوى كل شر؟

أود ان أوضح انني لا أبرر الهجوم على الثقافات الأخرى...وإلا ماكنت ل أكتب هذا الكلام.....ولكنني أنادي ب "توضيح غير المفهوم قبل السب والهجوم".... أنادي بـمخاطبة كل إنسان باللغة التي يفهمها...

عندما تقابل شخصا لا تعرفه....فـأول مايقوم بيه هو ان يعرفك بـنفسه.....يخبرك بـأهم مالديه...لمحة عنه...وعندما تزور مكانا جديدا يخبرك أصحابه بنبذة عنه.....فـمن ينوب عنا بالتعريف عن ثقافتنا؟

السنا بـأصحاب تلك الثقافة؟ من لها ليعرف بهـا سوانا؟

كيف ونحن نجهلها؟

أنا لا أطالب بتحويل جميع الأفراد إلى دعاه....ولكنني أطالب بـرسم الصورة المطلوبة لتلك ثقافة

إذا كنت ممن يهتمون بالفنون....فـحاول اظهار ثقافاتك في فنك...فـلا تكن مسخا من غيرك

إذا كنت تجيد الكتابة....وضح احترامك للآخر في كتاباتك

اذا كنت لا ترى في نفسك أي موهبة أعطاها لك الله لتكون سفير تلك الثقافة من خلالها...فـيكفيك الا تكون جاهلا بها....يكفيك ان تفكر في كل كلمة تخرج من بين شفتيك...وكل خاطرة تجول في عقلك ماإذا كانت تمثل تلك الثقافة بـشكل ايجابي ام سلبي

لا تنتظر ان يأتي أبناء غير أبناء تلك الثقافة ليدافعوا عنها...فـجحا أولى بـلحم ثوره

Monday, August 30, 2010

(لقطات (شوارعية

التليفزيون هو اللي بيربي العيال......جملة أؤمن بمضمونها حيث اذكر حينما كنت طفلة.....المشهد المتكرر في المسلسل العربي حين تأتي الزوجة وتقول: "أنا كرامتي فوق كل اعتبار".....ولم أكن حينها أفهم معنى كلمة كرامة أصلا وكنت انهال بوابل من الاسئلة على أمي : "ماما.....هو يعني إيه كرامتها؟"....والآن أنا أدرك مدى المعاناه التي يعانيها اباء وأمهات الأطفال كثيري الأسئلة من أمثالي



و بإعتباري أحد أفراد عائلة تعتقد إن "الناس بتتجنن في الشوارع قبل الفطار" .....فـأحد المظاهر الرمضانية بالنسبة لي هي متابعة السيارات في هذا التوقيت إذا تواجدت في الشارع.....فـتزداد تلك العقيدة عندي .....حيث أرى من الحوادث ما قد لا أراه في باقي العام بسبب السرعات الجنونية التي لا يقبل العقل ان يتخيل امكانية السير بيها في الشوارع الرئيسية والسكنية



ولا أعلم لماذا ارتبط مشهد تلك الزوجة "المحموقة على كرامتها" بهذه الظاهرة......قد يكون السبب هو اهدار كرامة الإنسان الذي ارتكاب أكبر خطأ وهو قراره في ان يعبر الطريق



أذكر يوما عادت فيه أحد أقربائي وعلى وجهها حالة عجيبة من الوجوم ولا تستطيع النطق بكلمة....وكان السبب انها رأت أحد الناس يجري مسرعا حتى ياخذ دوره في طابور الوجبات التي كان يوزعها رَجل اخر......فـأنهت حياته أحد السيارات المسرعة....حتى انها جعلته مجموعة من الأجزاء الممزقة



ثم أذكر اللافتة القائلة: "أخي سائق السيارة....تذكر حق أخيك في عبور الطريق"......قد لا يرى الكثيرون ان ذلك أحد الحقوق المهدرة.....ولكنه في الواقع اهدار لكرامة الإنسان.....عندما تسلب انسانا حقه في السير في أمان ....فـهذا اهدار للكرامة



أنا أطالب بإعلان الجري الرياضة الأولى في مصر بدلا من كرة القدم.....حيث ان الكرة يمارسها الرجال فقط....بينما يمارس جميع أفراد وطوائف الشعب رياضة الجري....سواء لعبور الطريق أو وراء كل من الاتوبيسات والتاكسيات التي اشعر أحيانا ان سائقها يتعمد ذلك



وحتى نظل على الحياد .... على الرجلين استخدام تلك العلامات البيضاء التي لم يرسمها الحي على الأرض حبا في السلام....ولا حبا في الزمالك.....ولكن رسمت ل توضيح أماكن عبور المشاة.....وفي ال نهاية أوصي بإستخدام الرصيف.....حيث ان وظيفته الأساسية هي ان يسع المواطن الذي لا يجد مكانا يسعه في الشارع للسير عليه......المواطن.....و شكرا للشعب....حيث احتوى البضائع واعطاها حقوق المواطنة وجعلها على الرصيف مع الإنسان جنبا إلى جنب.....فـشكرا للشعب

Wednesday, July 21, 2010

إن كان حبيبك عسل

بداية...أحب ان أوضح انني لا أعني أحدا بهذه الكلمات....ولكنني ألوم كل من لم يستطع ان ينطق بالكلمة الفاصلة التي قد تخلصه وحدها من أغلب مشكلات حياته

لطالما عانت عائلتي من هذا الداء العجيب...فمن ساعة ماوعيت عالدنيا....وهذه العائلة تجد صعوبة في طلب المساعدة أو تسمح حتى لأحد بالمساعدة إلا في اضيق الحدود مهما صغرت أو كبرت حجم هذه المساعدة....رغم ان الاستقلالية سمة لا يتمتع بيها الكثير من أفراد العائلة....ولكن ذلك لم ينعكس على تصرفاتهم....حيث تنتشر ثقافة "ماتطلبش حاجة من حد" كثيرا في ظل مجتمع أصبح فيه "البراشوت" هو الكائن الاقدر على البقاء ورغم زعم البعض أن عدم طلب المساعدة يدل على غياب "العشم"...وإن كنت لا أتفق معاهم كثيرا

أعلم ان الإنسان بـطبعه أناني....ولكنني أعلم أيضا أن الإنسان كإن يعيش ويتعايش...يؤثر ويتأثر....فال كل مسئول عن سلوك من يحيطون به مع اختلاف درجة المسئولية

فكم من موظف يتحمل مالا طاقة له به ويقوم بعمل يفترض ان يقوم به العديد من الأفراد

وكم من صديق يحمل أعباء اصدقائه حتى وإن لم يكن ذلك الفعل متبادلا

وكم من أم دللت ابنها حتى صار عبئا عليها بدلا من ان يكون عونا لها

وكم من أزواج تحمل كل منهما أنانية الطرف الاخر وإن لم يكن محتملا

وكم من مظلوم ترك حقه لمن ظلمه دون محاولة استرجاعه....ظنا منه إن "ده كرم اخلاق"....كرم اخلاق إيه ده

وكم من ساكت عن الحق رأى من يخطئ ويظلم ويأخذ مالا حق له فيه وساهم في ذلك حتى لو بـصمته

كم عسكري مرور "بلطج" على سواق تاكسي أو حتى عربية ملاكي وساعده صاحب الحق على ذلك ؟

كم موظف رفض اتمام عمله دون ان يستغل "صاحب المصلحة" ويرتشي؟

كم مرة خاف فيها شخص من "بلطجي" يعتبر نفسه "شحات" واستغل خوف هذا الشخص؟

من فضلك قل "لا" ولو مرة واحدة في حياتك....حتى لا نتحول جميعا إلى "ملطشة" ...حتى لا يكون الزمن القادم هو زمن البراشوت...والبراشوت فقط

حتى لا تجد "شحط" في يوم من الأيام "بيرزع" على عربيتك وعندما ترد بالرد الذي يجب ان يرد به أي إنسان عاقل يكون الرد هو "قلة الأدب" والتمادي في البلطجة ومش بعيد ينزلك منها ويضربك أو إذا كنت سائرا على قدميك فـمش بعيد يكون الرد هو زفة شتيمة أو القذف بالقمامة (مواقف حقيقية) ...وكأنما له دين عندك ترفض ان ترده

حتى لا يأتي يوم لا تجد من يساعدك إلا إذا كان المقابل مجزي

حتى لا يأتي يوم تكون فيه الصداقة مجموعة من المجاملات و"تأدية الواجب"...."كورس صداقة مكثف" يجب على الإنسان ان يقضيه كاملا

حتى لا يأتي يوم تنهار فيه العلاقات الأسرية


من فضلك قل لا....لمصلحة من تقول له هذه الكلمة...فـأنت تربي فيه معنى البراشوت إن لم تسمعه هذه الكلمة

من فضلك قل لا....حتى لا تتحول إلى آلة تفقد الشعور بكل ماتفعله وتتحول بـذلك الحياة إلى سلسلة من الواجبات والالتزامات الواجب قضاءها

من فضلك قل لا...لتحمي كل من وقف صامدا دفاعا عن حقه


إنني لا أنتقد الكرماء ولا "الجدعان"....ولكني انتقد كل من تحول إلى آلة...أو من تحول إلى ملطشة

ورسالة إلى كل براشوت....إن كان حبيبك عسل.........


أي كلام

Wednesday, May 26, 2010

الوقت كالسيف إن لم تقتله قتلك

استيقظت من نومي كعادتي أيام فترة ماقبل الامتحانات ....رتبت غرفتي وفتحت الشباك....كوباية الشاي التي قد لا يصاحبها افطار....كمبيوتر...ووصلة من الجمل الشهيرة التي تقولها جميع الأمهات : "يعني هو لحق اتغير من امبارح باليل للصبح....ما انتي لسة سايباه باليل".....وجمل أخرى لا داعي لذكرها ....ثم قررت زيارة جدتي "عشان وحشتني" ....وكأي من سكان الدور الأول ....تشعر انك جايب كرسي وقاعد عالرصيف معاهم....المهم....عندما دقت الساعة الثانية سمعت صوت أحد أصحاب المحلات قائلا: "صباح الخير يا حودة".....اندهشت لإعتباره هذا التوقيت "صباح" ثم تذكرت أحد طرائف دروس الأسبانية حينما كنا نتبع وسائل كوميدية في التعلم تشعرك (مهما كان سنك) بطفولة قد لا تتذكر ملامحها.....مثل ان يأتي الكتاب بـصور لأشخاص وفوقهم ساعة حائط ويطلب منك ان تذكر إذا تحدث هذا الشخص في الهاتف هل سيقول صباح الخير ام مساء الخير ...


وفي أحد المرات قام أحد الطلبة بكتابة صباح الخير على صورة كانت الساعة فيها الثانية عشر ظهرا فصاح المدرس قائلا (بلهجته التي لا تمت للعربية بـصلة) : "ازاي دي صباح الخير؟؟" فـقال الطالب: "الساعة لسة 12...يبقى صباح" رد المدرس ( وكان من احدى دول امريكا اللاتينية الفقيرة): "12 صباح ده عندكم أنتم بس في مصر.....انما في باقي الدنيا...ده نص اليوم " . واذكر كم غاظني هذا الرد....ولكنني احسست انه صحيح وتذكرت عندما كنت أخبر احدى صديقاتي في المدرسة بأني "هخلص الساعة 2 وعشرة" كانت تضحك وتقول ماتقولي وربع.....حيث ان الخمس دقائق لا تمثل أي قيمة...فلا مانع من ان تعطي موعدا في الساعة "اتنين اتنين ونص كده " بما إن دي كلها "شوية شكليات" لن نتطرق اليها

هل سألت نفسك لماذا يكتب "بتاع الفول" على عربيته دائما"وإن خلص الفول أنا مش مسئول"؟؟ لعلمه بتطبيق المواطن المصري لنظرية "خليك ذكي واصحى في الطراوة" بـحذافيرها



واتباعا لهذه النظرية عليك عزيزي القارئ بـتجنب النوم المبكر و الاستيقاظ المبكر وخليك ذكي واصحى عالعصر في الطراوة ولندعو لتأخير ساعات العمل والدراسة لتوقيت الطراوة ...حتى نرفع معا القدرة الانتاجية وكفاءة الأيدي العاملة ومعا نحو اقتصاد أفضل


ففد تذهب إلى أحد المصالح الحكومية (أو غير الحكومية...مش موضوعنا) وتدب المشوار وتصل في الساعة الواحدة والنصف وتجد الموظفين "روحوا" في حين ان موعد الانصراف هو الساعة الثانية بس أصلها مجتش من نص ساعة

أو تذهب لإستلام بطاقتك الانتخابية في شهر 5 (بينما كان موعد استلامها في شهر 3) وتجد الموظف يقول: "هو إنت مستعجل ليه؟؟ تعالى خدها السنة اللي جاية " ... دون مبالغة...ده اللي حصل

وعشان الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ....أو إن لم تقتله قتلك...علينا بـقتل الوقت....والهجوم خير وسيلة للدفاع ....لذلك انصحك بـأن "تفرد ضهرك ...انفخ صدرك...الخيالة دايما ضهرهم مفروض"....واضحك الصورة تطلع حلوة

Monday, May 3, 2010

اأنا مش أنا

أحيانا اجد صعوبة في تفسير مايدور داخل رأسي وفهمه.....فبالداخل تيارات متقابلة وموجات متداخلة وبحور ليس لها أول من آخر حتى انني بدأت اصدق مقولة جدتي التي كانت تقولها دائما عندما أخرج رأسي من الشباك: "راسك اتقل من جسمك" لذلك كان عندها اعتقاد دائم انني سأسقط

ولطالما فشلت في تصنيف نفسي, فانا لا انضم لأي فريق ولا أشبه أي مجموعة ....لا أعتبر نفسي من العاقلين ولكنني لست مجنونة أيضًا .....لست من الحالمين ولا من الواقعيين ....أحمل النقيضين بـداخلي ولا أشعر بالاختلال

هو الإنسان إيه غير شوية متناقضات فوق بعض؟ إنه المخلوق الوحيد الذي قد يحمل النقيضين معا, الكائن الوحيد الذي يبكي ويضحك في آن واحد....يتكلم ويصمت في آن واحد....يشعر ويفكر في آن واحد....و هو الوحيد اللي ممكن يكون "عايش ومش عايش" زي عمرو دياب أو يكون "هو مش هو"....أو "أنا مش أنا"

كنت أعتقد انني الوحيدة ضمن البشر التي تملك عينين غير متطابقتين....و لكن مع وصولي ل"سن الشيخوخة" ادركت أنه لا يوجد إنسان على وجه الأرض عيناه متطابقاتان

فكيف للإنسان ألا يقبل الاختلاف؟

أنا لا أعني قبول الاخر .....ولكن أعني ما هو أهم....قبول الإنسان لإختلافه هو....واحترام الإنسان لعقله وفكره أيا كانت نظرة الاخرين له....فيهو يطبق سُنة كونية بـكونه مختلفا......وهو غير مختلف بـكونه مختلف

لماذا ينقسم الناس (أو بـمعنى أصح لا ينقسمون) إلى صنف واحد....وذوق واحد....وزي واحد....وفكر واحد (أو فكر جديد) وكلام واحد.....ومن يخرج من هذا الصنف يعتبر "مختلفا" واحيانا مجنونا واحيانا "مش عايش في مصر" (مع انه واقف أمامك في- ليه متكونش إنت اللي مش في مصر؟؟ يعيشك برقة) ... واحيانا يفوق الموضوع هذه المرحلة فييصبح الإنسان من كوكب اخر

الإجابة: لأنن المختلف يخجل من اختلافه ولا يدافع عن فكرته أو يحاول اقناع الاخرين بها ..... وقد يكون سبب ذلك عدم اقتناعه هو نفسه بالفكرة


إذا كان الإنسان يتغير ويتغير مابداخله ويتغير فكره......فـالذوق العام والفكر العام يجب ان يتغير لتغير الأفراد.....

إذا كنت تعتبر نفسك من أصحاب الفكر...فمن فضلك فكرك ينتظر من ينصره و يدافع عنه...فلا تجعله ينتظر حتى يموت دون ان يجد أحدا

Thursday, April 15, 2010

لو كنت رجلا

لم اكن أتمنى ان أكون رجلا قط .... ولطالما احببت كوني فتاة...رغم اعتراضي الكامل على "المساوة بين الرَجل والمرأة" واعتقادي بـأن "الست ست...والراجل راجل" ولو كانا متساويين لخلقنا الله كذلك...ولكنني لم اشعر بالنقص ...إنني اتمتع بما قد لا يتمتع به الرجال....وأفعل كل ماأريد....عدا السفر

ولطالما سمعت جمل الحقد التي تنتشر في "عالم البنات" مثل: "يا بخت الولاد!" و"كان نفسي اكون ولد"....وغالبا ماتكون هذه الجمل لأسباب تافهة ... فقد أشفق على من يؤدي تعرضهن للظلم من أزواجهن مثلا إلى هذا الشعور ...أو من تستضعف فتكون هذه النتيجة

ولكنني بدأت اشعر بـهذا في بعض اللحظات.....مواقف شعرت فيها بالعجز عن التصرف كما يملي عليَّ ضميري لمجرد كوني أنثى.... لا أدري إذا كانت تلك "حجة البليد" ام انها الحقيقة...التي لم أدركها الا عند تراجع قيمة الرجولة عند بعض الرجال في مجتمع لا تتضح له معالم واضحة أو توجهات صريحة....فهو محافظ لا محافظ, وهو شرقي لا شرقي, وغربي لا غربي, و هو العربي الذي يتنصل من عروبته ويتجرد من اسلاميته ومن أصوله التي كانت ترسم ملامحه الأساسية وصار يقطع أوصال كل ماهو قديم....


في تلك المواقف تمنيت ان اكون رجلا ولو للحظة واحدة....أو ان أجد وسيلة أعترض بها وأبرر بيها عجزي عن التصرف


لو كنت رجلا...... لما تركتك تنزف على طرف الطريق ولما سرت مع السائرين مشفقة عليك... لو كنت رجلا لأعطيتك حذائك الذي رمته الرياح بعيدا ..... لو كنت رجلا لحملتك على عاتقي محاولة انقاذك.... لو كنت رجلا لما أكملت طريقي وذهبت لبيتي وجلست مع أسرتي وقد لا تجد أسرتك عزاء لفقدانك أو قد لا تعلم أصلا إذا كنت حيا أو ميتا



لو كنت رجلا...... لما تركتك وحيدة "في عز الشمس" وقد ظهرت خيبة أملي عندما فشلت في مساعدتك....فانا لا أقوى على ذلك....لو كنت رجلا لما أكملت طريقي ناظرة اليكي قائلة: "يا عيني....دي ست كبيرة مش هتقدر تزق العربية لوحدها في مكان زي ده" "


لو كنت رجلا......لاستقرت يدي على وجهك "بعد قلم محترم" جزاء مافعلته مع بنات الناس



لو كنت رجلا......لما خفت أن أساعد أحد المسنين في الشارع تصديقا لما سمعت دائما وعشته بـنفسي: أحسن يؤذيكي يا بنتي



لو كنت رجلا......

Monday, April 5, 2010

The "standby" mode.

I've always believed nothing happens by chance....Every single thing happens for a reason, and this is being proved since a long time.....and maybe this is the reason behind my strong belief in divine messages even in thing we see while walking down the streets or words we hear in those day to day chit chats...


A Person never thinking doing this today will lead to this tomorrow acts normally....and life takes him/her to where Allah has decided for him/her.....he may realize the significance then, he may realize it later....he may never realize it at all, yet....the significance is always present....but due to our lack of knowledge we never knew what's the best for us.


It's been a long time since I last paused and thought about what's going on around....maybe because my poor brain was taking too much orders to proceed in performing all of them.....I couldn't get any messages, not because the messages aren't being sent...or because "The network is busy".....it's just because "The receiver ain't on the standby mode".

I've just woke up from my "hibernation" back to the "standby" mode.....Lots of pending messages....yet there aren't any late ones....As if getting those messages that late has a significance itself....

When one gets used to something he's in a loop that he never thinks about the reason that got him in....he may never pause and think, and usually that ends in a closure.....a true closure.

But sometimes that pause causes a slight deviation in the loop's direction.....actually it's not a deviation, it's a correction, you realize why you're in that loop and that gives you a push to go on.

The Closure is usually an "escape" from hardships, from physical and mental loads.....an escape from responsibility....A word I am always afraid of, yet, my parents taught me not to escape....face, act, stand up and finish strong.....strength is a renewable form of energy.....but it's not about the form....it's about the source.


For the first time, I find myself escaping from the responsibility....due to lack of strength, I find myself in the loop, no pauses, no energy source.......the engine.....stops.


It's always harder to start an engine than accelerate its work....so how can I restart when I couldn't accelerate? How can I get that strength?


I realized being in the "hibernation" mode is more energy consuming than being on the "standby"....as in the later you get recharged by divine messages while the first one ignores them.

This may sound awkward....but responsibility and messages are very linked...you get your order from getting the message....you get guided through the message....you get recharged and pushed....through the message.

One last message I got, and I believe it's worth sharing and maybe it's a message for some of you:

"نعمتان مغبون فيهما المؤمن الصحة والفراغ"

Sunday, January 31, 2010

الجزء الذي لا يمكن ان يتجزأ من الكون

منذ طفولتي وأنا أحب أشعة الشمس الدافئة....وأحب ان اراها في منتصف النهار, تترك بريقا لها على مياه النيل الذي تحيطه الأشجار الخضراء ممتدة على ضفتيه وقد يكون هذا سبب تفضيلي لهذا الوقت من اليوم على وقت الغروب على عكس أغلب الناس.....ففيمنتصف النهار قوة للشمس....الشمس في شبابها...أما الغروب فيهو اضعف لحظة ذلك المخلوق....ولم اجد في حياتي تفسيرا لحب الشعراء للغروب غير انهم "عشاق للنكد"...وانا مش نكدية زيهم....لذلك أحب منتصف النهار واجده أفضل وقت للتأمل.

جلست وحدي وقد مالت الشجرة على...حتى اني كنت استطيع ان امد يدي والمس أوراقها الخضراء التي ظهر لونها واضحة في بريق الشمس....وكان المكان هادئا...فأنا لا أحب الزحام رغم حبي للناس وقدرتي على فصل نفسي عن الزحام وان أشعر نفسي بـعدم وجوده ومواصلة نشاطي الطبيعي

كنت سعيدة لوجود الشمس بـقوة....فأنا اشعر بالكآبة دونها....ولا أشعر بالوقت من حولي في غيابها ولا زلت أذكر حينما كنت في التاسعة من عمري وكان أحد أقربائي يعلمني كيفية تقدير الوقت باستخدام الظل واذكر كيف انبهرت حينما رفع يده قائلا: الساعة دلوقتي اتنين ....ورددت أنا: هو حضرتك عرفت ازاي يا عمو؟ فيرد: الجيش بيقول اتصرف....واذكر انحسار الماءعند البحر في ذلك الوقت حتى اني كنت أستطيع المشي داخله ورؤية الكائنات الصغيرة (كنت اخاف من أشواكها حين إذ)دون ان تبتل ملابسي ....ولم أكون حينها استوعب معنى المد والجزر وكثيرا ماحاول أبي شرح تلك الظاهرة العجيبة ولكني لم استوعب سببها....ولا زلت حتى يومنا هذا لا أقتنع بـأن القمر وراء ذلك كله ( و كأحد المختلين عقليا لا أؤمن بـكل النظريات العلميةوأشكك في الكثير منها) ولكنني عامين بـوجود الظاهرة فيأنا اراها كل يوم في تعاملات الأفراد والجماعة والمؤسسات بل وحتى الدول فـكل شيء لا يدوم على حال ول كل شيء قمة ومنحدر و لا فترات قوة وضعف.. تماما كل مد والجزر وتماما ك منتصف النهار وغروب الشمس ...وأعتقدان الله دعانا للتفكر في الكون من حولنا لنسقطمانراه على حياتنا...فالخالق واحد ويستحيل ان ينفصل نظام مخلوق عن اخر في ظل وحدة الخالق وقد يفسر ذلك سر اكتئابي لغياب الشمس التي ارتبط بها ارتباطا وثيقا لما بيننا من صفات مشتركة ك مخلوقان خلقهما خلقهما خالق واحد

أنا جزء من ذلك الكون الذي خلقه ذلك الخالق....وإذا لم النظر حولي ولم أفكر فيما اراه...فيأنا اتوحد وافصل نفسي عن عالم فطرت على التعايش معه وخلقت بـحواس تجعلني استمتع بـهذا التعايش ويختل توازني إذا فقدت احدها.....فكم ستصبح الحياة مريرة إذا فقدت بصري فلم أرى تلك الشمس ولم أرى شعاعها وبريقه وكم ستصبح الحياة مريرة إذا فقدت سمعي فـلم أسمع أصوات الأشجار المتمايلة حولي وكم ستصبح الحياة مريرة إذا لم أكن أدرك ماحولي واشعر به...فحينها سيختفي دفء الشمس والشعور بالسعادة والخوف وستختفي الحياة بأكملها

من يحاول خرق النظام الذي خلقه الله عليه...فـسيدرك غباءه وسوء تصرفه.....ومن لا يستخدم ماخلقه الله له...فـهو يخسر سعادة عاش يبحث عنها ولم يجدها ....ولن يجدها إن لم يعمل عقله ويستشعر ماذا أعطي ...ولماذا أعطى....

Monday, January 25, 2010

العبقرية....وجهة نظر

لطالما اعتبرت نفسي من المختلين عقليا....فـأنا أفكر في قد لا يفكر فيه الاخرون و "أهلوس" بما قد لا يهلوس به الآخرون....
وقد يحاول امثالي من المختلين عقليا إقناع حولهم ممن يعتبرهم العالم عقلاء أنهم يقفون على تلك الشعرة التي تفصل بين العبقرية والجنون....وأكثر مايثبت "عته" العقلاء انهم غالبا مايصدقون تلك الخرافات رغم قناعة المختلين عقليا في قرارة أنفسهم أن مايدعونه هو اختلاق ومبررات لا أساس ولا معنى لها ……والكوميدي ان بعض هؤلاء المختلين عقليا.....(أكبر رؤوس الخلل) لهم معجبون …..ما علينا...نحن نحترم حرية الرأي...وندعم حرية الفكر وأنا باكره اسرائيل واقولها لو اتسأل (بتتكتب إزاّي دي؟)
نزلت من امتحان العقاقير (وكثرت تساؤلاتي حول معنى هذا اللفظ) الذي سئلت فيه عن ساحل “المالابار" الذي لم أسمع عنه في المسابقات الهايفة اللي بتفرج عليها على حد تعبير الممتحن الذي لم يتوقف عن" شد حاجبـيه" طوال الامتحان وقد بدا أنه معجب بـأشجار الحبهان التي تنمو على ساحل المالابار الذي ادركت أنه في الهند ….وأراهن على أن سكان الهند أنفسهم لا يعرفون ماهو المالابار أصلا ولكن دكتور ……(لا أعرف اسمه) يعرفه … لأنه عبقري .
ولحقدي على دكتور …… لم اتمنى ان أكون عبقرية مثله ….أفضل هذا النوع من “الهيافة" على هذا النوع من العبقرية .

سمعت بعض صديقاتي يتناقشن في اقتراح وزير التعليم العالي في عمل "زي موحد" uniform للطلبة في الجامعة...حتى لا يظهر الفرق الطبقي بين الناس.......واقتراحه الغاء نظام الرأفة (عاوز يلغيني!!) ......وماشاء الله أعجبت جدا بإهتمامه بـادق التفاصيل ومراعاته مشاعر الطالب ……لأنه عبقري !

ولحقدي على وزير التعليم العالي.....لم اتمنى ان اكون عبقرية مثله ……

وبعد كل هذا الحقد خرجت لانزال سيارتي “من فوق رصيف المدرسة الصنايع " وحاول السايس إقناعي بمناداة “أحمد برنس الرصيف " (ولم يعرض ان ينزلها هو...عشان أحمد برنس) ...ولم أشأ أن أتعب أحمد برنس الرصيف فـاخترت المحاولة
ماشي.....ماشي....كمان متخافيش
كمان فين؟ في حجرة عاليمين
مفيش حاجة يا دكتورة....إنتي اللي خايفة ....أنا هنادي أحمد

وأتى أحمد البرنس …..ونزلت..... فإذا بـحفرة في الرصيف ينزل أحمد بالسيارة فيها عشان يفسحها.....ماهو برنس
يحاول أحمد اخراج السيارة من الحفرة وتصرخ السيارة متألمة ….دون جدوى
حتى يظهر مجموعة من “زينة" شباب مصر …..الذي يرتدي أرجلهم "حظاظة"....(حتى تجلب له الحظ في الامتحانات)
تاني يا أحمد؟ هو كل شوية...تعيش وتاخد غيرها ….
ونادى أحمد: ارفعوها زي المرة اللي فاتت
(إنت متعود بقى.....برنس فعلا)
و لحقدي على أحمد برنس الرصيف …..لم اتمنى ان أكون عبقرية مثله ….

أعدكم إذا أكرمني الله بـرحلة إلى المالابار....ان أصور أشجار الحبهان لدكتور.......حتى يستطيع وضعها في غرفته ورؤيتها وشدها بدلا من شد حاجبيه .

Friday, January 15, 2010

حتى لا تصبح العربية توكتوك

قد تكون هذه المرة الأولى التي أكتب فيها بالعربية....ولكني احسست بالخجل الشديد...حيث ان الموضوع الذي سأكتب عنه لا يحتمل الكتابة بـأي لغة أخرى..لذلك اعتذر عن "ردائة" الأسلوب و"ركاكة" الالفاظ..(واعتذر لقصوري في لغتي)

إنها الثالثة ظهرا....وقد أحسست حرارة الشمس رغم أننا كنا في "عز الشتاء" ولكن ذلك قد يعتبر امرا طبيعيا...فقد أصبحنا نرى ماهو أشد من ذلك غرابة طبيعيا...

كنت قد قضيت أكثر من نصف ساعة اتأمل ميدان رمسيس ...فالسيارات لا تتحرك فوق كبري أكتوبر الذي يدعوه التلفزيون المصري "شريان القاهرة"..ورأيت كم تعاني القاهرة من ضيق في شريانها...بعد ذلك الوقت الذي قضيته في تأمل الميدان..دخلت في حالة من التفكير لم استطع ان أوقفها حتى وصلت إلى وجهتي...فكنت أمشي متأملة الإعلانات والسيارات والمباني والأفراد ...الراكبون والراجلون...الكبار والصغار....الرجال والنساء...واتعجب لما وصلنا اليه من "العجب" وما تعودت ان أرى هذا القبح بل وان اتحدث عنه...ولكن ماصار أكبر من ان احتفظ به لنفسي..فقد خلق الله للإنسان وسائل مختلفة للتعبير عما بـداخله حتى لا ينفجر....وانني الآن في حالة من التعبير عن الرأي

أول مرة أحس بالغربة في بلدي...فقد درست في المدارس أن مصر دولة عربية تقع في شمال أفريقيا عاصمتها القاهرة وتتحدث "العربية" وكنت أظن حينها ان العربية كلمة مشتقة من "العرب" ولكنني اليوم ادركت انها تعني العربية أي "السيارة" وهي دليل على التغير والحركة وعدم الثبات فالإعلانات تكتب بالانجليزية وإن كتبت بالعربية (كتر خيرهم) فهي تكتب بـألفاظ "العربية" بل والميكروباص أحيانا (حتى الميكروباص كلمة مش عربي أصلا ) ولا استبعد ان تصل لمستوى التوكتوك إذا لم نحاول ان اصلاح هذه المشكلة..ولماذا لا تصل الإعلانات لهذا المستوى؟ الإعلام يخاطب الشعب...وهذه لغة الشعب ( وانا منهم وبتكلم كده) ولكن الاعلام له دور في التأثير على ثقافة الشعب (ومش هنتكلم في حوار مين قبل مين, البيضة ولا الفرخة) فلا يصح ان يكون طالب الجامعة يكتب (بينه وبين نفسه) بحروف انجليزية (وانا منهم برضه) فلم يظهر أتاتورك جديدا ليحول حروف الكتابة من العربية للإنجليزية كما حدث في تركيا (وأراهن على ان نصف الطلبة إن لم يكن أكثر من ذلك لا يعرف من هو أتاتورك أصلا) ولا استطيع ان اصف لكم مدى أسفي لما اشعر به الآن من صعوبة وأنا أكتب الآن بالعربية بينما أنا استطيع الكتابة بـلغة أخرى صفحات متواصلة دون الشعور بأي نوع من الصعوبة

حينما أسمع فيروز تغني "أحب دمشق...أحب جوار بلادي "...وأسمع أخي الذي لم يبلغ الرابعة عشر بعد يتحدث عن "ضرورة مقاطعة الجزائر" بينما هو نفس الشخص الذي قد لا يستطيع كتابة كلمة "مركب" بـشكل صحيح و لكنه (منذ سن اصغر) ينتقد سياسة الدولة (التي لا يعلم كم عدد محافظاتها أو ماذا حققت من انتصارات حربية أو حتى مااسم الشارع اللي ورانا) ..إذا كان هذا حال الصغار...فما حال الكبار بـأفضل بـكثير

عارفة إن الموضوع مكرر...بس حسيت اد إيه أنا مسئولة...لو في جاهل فهو مش جاهل القراءة والكتابة ..الجاهل هو اللي عقله ملغي ومش بيستعمله وبيمشي ورا الزيطة...معاهم معاهم...عليهم عليهم....النهاردة فلان خاين...بكرة فلان فلان بيحب مصر...النهارده لأ, بكرة آه...النهاردة يمين بكرة شمال...النهاردة أنا باكتب عربي...بكرة أنا هاكتب إيه؟ الانهارده أنا بقول ده غلط..بكرة هاقول إيه؟ النهارده أنا شكلي كده...بكرة هيبقى شكلي إيه؟ ماينفعش أسيب نفسي لسياسة "العربية"...أنا مسئولة عن تصرفاتي...ومسئولة عن اللي بعمله ومسئولة عن نتايجه (اللي ممكن متكونش بتأذيني أنا لوحدي...لكن بتأذي مجتمع بحاله معايا) أنا هبدأ والكل ورايا...أنا مش ورا حد...أنا عندي عقل بيتحكم في اللي جوايا وهو اللي بيمشيني...لو ماشغلتوش أبقى ماستهلوش...والاختلاف اللي ربنا فضل بيه الإنسان هو العقل...لو أنا رفضت الفضل ده..أبقى برفض آدميتي...وانا مش كده

Friday, January 8, 2010

The naughty kid is messing up with the colours!

When I started writing this...I couldn't find a title for it...

How can time pass that fast?!

I still feel like I'm that short naughty girl with her short curly brown hair messed up like a lion's mane, running around with her knees hurt (I always fell down on my knees) yet winning the race.

That naughty girl climbing the window and jumping out of The yellow class'- KG (2/C)- window....and kicking the ball up high that her shoe gets stuck between a tree's branches and then she gets back home with only one shoe...and a "bare foot".

The naughtiest...but was never punished at school (except once:D) because of being the clever "teachers pet" although I was ever the book worm.

That's my school....that's my grandmother's place, the balcony whose fence was like "China's great wall" for a 5 years old kid like me....my worst nightmares then was falling through the spaces between its metal plates...

Here I am...twenty years old, still the naughty girl, but in different terms...my school is a memory, I still love it though...I am tall enough to notice that my legs can't pass through the spaces in my grandmother's balcony fence and that fence is too short that it can hardly go higher than my knees are...

Days go, and time passes so fast, even if we can't notice it...just like the clouds, you never notice that the cloud is moving except if you had a deep look...

What's even funnier, that things never go as we expect, sometimes we can't even expect the future, all what we can do is to dream and draw a good picture of it and smile...just as we smile when we remember old naughty memories.

Sometimes looking at the past is a push for the present, we're the ones whom we want to see, and our past is colored with the color we love...or the color we feel :) Same for our future...Only my brush can paint it, so it's only me who can paint my own...

I'm holding my brush...preparing my palette to mix the colors on my own, the paper is ready to be drawn on! The naughty kid is messing up with the colors!

Thursday, January 7, 2010

Who am I?

I've always believed that extremes can never be present in the same place...or the same thing...yet, life is full of mid tones that are neither black nor white..

It can never be hot and cold at the same time, it can never be morning and night together.

Man always proved being special, and that He obeys no rules....

The only creature that can be the two extremes in the same time...I've always laughed at Amr Diab's song: "Ana 3ayesh w msh 3ayesh"...but I understood that this "extreme" combination is present only in one creature....human beings.

As a human being, I realized how I am full of contradictions, strong and weak...serious and funny...calm and angry...., that "extreme combination" created some kind of confusion inside me...

Who am I? I can't classify myself...Am I the serious one or the funny one? Am I the stupid one or the smart one? Am I the furious one or the calm one?

I don't care to which category I belong..as I always believed I can represent my own brand new category, but I wish I can even determine how this category is like...I can find no description for it..

Yet, I got up, took my magnifying lens and I am searching for the inner me....

Friday, January 1, 2010

I am a bee...



A new year...A new beginning...that's how I always thought...although those years don't usually end safely...I'm a beginnings person, I love changes and turns, yet...I am not an "ends" one at all...even when I am totally sure that a new beginning is heading on the way...

Putting my head back on the floor....looking to the ceiling...or maybe watching the lamp as I always claimed (that's one my favorite moments....I never get bored from watching the lamp :D Maybe the lamp represented hope, or maybe it's just one of a psycho's rituals...I advise you not to think much about such things :D)....I turned my eyes to see my desktop background that I've just changed this morning so see a photo I've taken about 8 months ago...two bees were standing still over two white daisies, and the greens filling the blurry background. The photo was so bright that I felt sun rays coming out of the screen...

I am not a fan of animals, insects or even flowers....but that scene always inspires me....it was my first time to feel how many things we have in common with those bees...

A bee is free....goes here and there, whenever and wherever she loves to, she's attracted to beautiful flowers, those with strong scents or colorful petals...but a bee doesn't go anywhere randomly, wherever it goes, it knows what it should be leaving with...it knows what's her job clearly, never does more, never does less...

A bee is punctual...Never saw a bee flying at night to check a flower...they know when they shall work, every bee knows its "shift"...

Maybe they don't look nice, maybe they're called "insects", maybe they're tiny, and maybe they seem week...yet, they've always proved: Never judge by looks...

Whenever they're heading for a flower....they leave all others around...even if they are more colorful...they don't look at the "blurry" back ground even if there are brighter colors...they focus, go on and never look back.

A bee is a good team player, I've been watching bees for many days when I went for macro photo walks, never saw a bee quarreling with another as we've always seen in animals and human beings...it's surprising...insects don't bother themselves with harming others as "higher" creatures do.

It used to surprise me...how determined those creatures are, whenever you try to put them back away from their way that they are moving on, they insist on going (I've always considered them one of the nastiest creatures ever.."3'elseen")...and if they felt that you're going to defeat them, they defend themselves even if they'd lose their lives for their belief in what they're heading to....

I love being a human being, that's a blessing I should Thank Allah for...However I am considering myself a kind of a bee too.

Any bees around?