Pages

Sunday, September 12, 2010

جحا أولى بـلحم ثوره

حملة مقاطعة فيس بوك....انشرها لنصرة دينك"
"لا لحرق المصحف"
"فلنبلغ عن هذا الكافر الذي يسب الإسلام"
"ملحد يدعي الألوهية"

عناوين تمتلئ بها صفحات البداية والدعوات والرسائل وأحيانا التعليقات في جميع الصفحة بما فيها صفحات التعليم والفنون أو أي مجال أيا كان

هل حاولت قراءة التعليقات؟ كلما أحاول قراءة أيا منها أصاب بالاستياء الشديد والحسرة....فغالبا ماتحتوي التعليقات على الفاظ غير لائقة أو سباب رغم مخالفة ذلك لتعاليم الإسلام لقوله تعالى


وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ

عندما اتخيل نفسي مكان غير المسلمين ممن يرون تلك الصفحات....ماذا سيصلني من تلك التعليقات؟ في رأيي....سيرى العقل البشري من يحاول الدفاع عن دينه هو خير واجهة له.....فكيف يكون من يسب الآخر ويعمم ذلك خير واجهة لدين يعتبر فيه احترام الآخر ركيزة أساسية...وفرضا وأمرا ليس فقط بالإحترم بل وبالبر أيضا...فقد قال الله
لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"

فلننظر نظرة أعمق....ولنأتي بالبداية......البداية....أحد من لا يعلمون الكثير عن تلك الثقافة المجهولة التي لا يرى منها سوى مايصوره له الإعلام....ولنكن منصفين في وصفنا للإسلام من وجهة نظره كثقافة.....فـهو لا يعرف كان يمكن لدين ان يتناول كل صغيرة وكبيرة في حياة الفرد حتى آداب الطعام و آداب السير في الطرق العامة....ولنعطه مزيدا من الانصاف ونحترم عدم وجود الدافع لديه لمعرفة المزيد عن الثقافات الأخرى (لما يبقى عندك إنت الدافع ده ابقى تعالى اتكلم).... فلماذا نتوقع منه سلوكا غير الذي يصدر منه؟

وتتصدر نظرية المؤامرة قائمة المكونات الفكرية لعقول أغلبنا حاليا.....فهم الذين خربوا تعليمنا...وهم الذين اهدروا مواردنا ...وهم الذين خرقوا قوانين المرور وهم الذين اغلقوا اشارةالمرور اللي عند بيتكم حتى تتأخر عن عملك وبذلك يتحقق مرادهم في تخريب الاقتصاد القومي....الا "هم" دي عايدة على مين لا مؤاخذة؟

أنا لا أنفي وجود المؤامرة....ولكنني أعترض على اتخدمنا إياها ك"شماعة" نلقي عليها كل أسباب تقصيرنا في توصيل فكرنا والتعريف بثقافتنا

لماذا لا نرى سوى الجانب المظلم فقط؟ أنا لن أنسى حين اعترضت الشعوب على موقف مصر من الحصار على غزة رغم الاعتراض الشعبي عليه...ووصف الدول الأخرى ل مصر بالخيانة....والقاء اللوم على الشعب بجميع طوائفه والتعميم....واذكر كم اردت ان أصرخ قائلة: "يا جماعة مش كلنا كده!!"

هـأنا ذا أدافع عن الآخر وأقول: "يا جماعة مش كلهم كده!"....كيف أعاقب من تصله رسالة بلغة لا يفهمها؟....كيف استنكر واعترض على فكر يعترض على مضمون لم يرى منه سوى كل شر؟

أود ان أوضح انني لا أبرر الهجوم على الثقافات الأخرى...وإلا ماكنت ل أكتب هذا الكلام.....ولكنني أنادي ب "توضيح غير المفهوم قبل السب والهجوم".... أنادي بـمخاطبة كل إنسان باللغة التي يفهمها...

عندما تقابل شخصا لا تعرفه....فـأول مايقوم بيه هو ان يعرفك بـنفسه.....يخبرك بـأهم مالديه...لمحة عنه...وعندما تزور مكانا جديدا يخبرك أصحابه بنبذة عنه.....فـمن ينوب عنا بالتعريف عن ثقافتنا؟

السنا بـأصحاب تلك الثقافة؟ من لها ليعرف بهـا سوانا؟

كيف ونحن نجهلها؟

أنا لا أطالب بتحويل جميع الأفراد إلى دعاه....ولكنني أطالب بـرسم الصورة المطلوبة لتلك ثقافة

إذا كنت ممن يهتمون بالفنون....فـحاول اظهار ثقافاتك في فنك...فـلا تكن مسخا من غيرك

إذا كنت تجيد الكتابة....وضح احترامك للآخر في كتاباتك

اذا كنت لا ترى في نفسك أي موهبة أعطاها لك الله لتكون سفير تلك الثقافة من خلالها...فـيكفيك الا تكون جاهلا بها....يكفيك ان تفكر في كل كلمة تخرج من بين شفتيك...وكل خاطرة تجول في عقلك ماإذا كانت تمثل تلك الثقافة بـشكل ايجابي ام سلبي

لا تنتظر ان يأتي أبناء غير أبناء تلك الثقافة ليدافعوا عنها...فـجحا أولى بـلحم ثوره