Pages

Saturday, February 25, 2012

سيرة بنت: تفاهة..جواز...بيوت بابا غنوج

بداية أود أن أوضح أنني لست من مناصرات حقوق المرأة لأنني أؤمن أن وجود امرأة مسلوبة الحق هو خطؤها أولا وأخيرا....ماضاع حق وراءه مطالب...سواء إذا كان رجلا أم امرأة...والضعيف ضعيف الإرادة وليس ضعيف البدن. و لا أخفي عليكم...لا أعلم من أين أبدأ...ولكنني حتما سأبدأ ...فقد سئمت السكوت على حال مؤسف وصلت إليه كثيرات من بنات جيلي في بيئتي...خريجات الجامعة ...وما أراه ممن سواهم أيضا...تخاذل وتكاسل يؤدي إلى هوان وفي النهاية "تيتي تيتي...زي مارحتي زي ماجيتي" لذلك قررت أن أعبر عن بعض من القرف الذي أشعر به في أغلب الأوقات...

لم أر في حياتي من يرفض تكريما أو تكليفا....لم أر مخلوقا كرمه الله كالإنسان في تفضيله على سائر المخلوقات ...ولم أر تكليفا أعظم من تكليف الله للإنسان بعمارة الأرض....فأعجب لمن يتنازل عن إنسانيته متخاذلا عن دوره الذي خلق من أجله. قد يختلف البعض في تعريف هذا الدور...ولكن هذا الدور حتما ليس دور سندريلا أو سنو وايت في انتظار الفارس أبو حصان...وليس الدور الذي ترسمه صناعات الموضة التي لا أؤمن بها.....ولا دور أمينة في بين القصرين....ولا حتى دور التحف المنزلية التي تظل في مكانها في المنزل حتى يختار صاحبها ان يحركها من مكانها...انا لا أعني رفض دور المرأة كزوجة وأم....ولكنني أعني رفض الاستكانة للظروف و قهر الإرادة وإلغاء الذات...أرفض أن تتحول دورة الحياة بالبنت إلى ثلاث مراحل: تفاهة...جواز...بيوت بابا غنوج.

البنت تدرس في المدرسة ...تزرع فيها التفاهة...ثم الجامعة تترسخ التفاهة ...قد تعمل عملا تقليديا بعد التخرج...حاجة كده غالبا أصلا مبتحبهاش بس عشان الرجالة مش بيحبوا التنطيط وكأنهم هم اللي عايشين حياتها مش هي....لا أحلام...لا طموح..اللهم الا القليل من الأحلام بالمطبخ الأمريكان والانتريه الستيل وبعض الملابس الجديدة وشوية مكياج مش هيخسروا...وأطفال في مدرسة شيك...وواحد غني تدعي السعادة معه.....أهذا حقا ماتريدين؟ أهذه حياتك التي تحيينها مرة واحدة؟

ثم تتزوج....وهنا حدث ولا حرج....مفاهيم بطيخ مثل قيمة البنت من قيمة مهرها أو بيتها أو...أو....و مثل ان البنت إذا تزوجت لا يصح ان تعمل...ومثل أن من حق زوجها إذا تفضل وتكرم وتركها تعمل ان يفرض عليها مايراه هو عملا مناسبا لها....هو مين اللي بيشتغل؟ وقد يرى بعض من يقرأ ذلك أنني اتحدث ان مستوى ثقافي مختلف....ولكنني والله العظيم أتحدث عن الجامعيات....الطبيبات...المهندسات (أعلم ان الحديث بهذا الأسلوب عنصرية ولكن لا سبيل إلى التوضيح غير ذلك).

المرحلة الثالثة...بيوت كالبابا غنوج....محروقة وطعمها ماسخ ولا يرى لها قواما متماسكا ولا لونا واضحا وآخرها تتحط في عيش عشان تعرف تداري طعمها البشع....لا أتوقع أفضل من ذلك لإتنين مخهم فاضي قرروا يكونوا أسرة فاضية يمثلوا فيها على الناس انهم مبسوطين وكل منهم يفعل مايراه المجتمع جميلا بغض النظر عما يريدون هم لحياتهم.

ليست كل البيوت بابا غنوج...وليست كل البنات تافهة....ولكن هناك الكثيييييير منهن...والكثير ممن تختلقن اعذارا واهية لما تسئ به لجنس البنات كله (والله أنا بريئة منكم )...مثل أن: هي دي طبيعة البنت....والدين أمرنا بكدة....نعم؟ الدين أمرك بإيه؟ أرجوكي لا تدعي ان هذا من الإسلام....اقسملك أن تربيتي في مدرسة إسلامية هي التي جعلتني أشعر بازدواجية هذه العقول الظالمة....لم يمنع الإسلام المرأة من الطموح والعمل...لم يمنع الإسلام المرأة من المشاركة في المجتمع....لم يمدح الإسلام المرأة الرجعية التي لا يعمر عقلها إلا بالملابس والموضة...إنتي تافهة وكسولة متعلقيش كسلك على شماعة الدين لأنه برئ من هذه الأكاذيب الباطلة....ولولا ذلك ماظهرت نسيبة بنت كعب التي رفعت لواء المسلمين في غزوة أحد....ولا رفيدة الأسلمية أول طبيبة في إسلام...ولا كان القرآن مدح آسية زوجة فرعون التي وقفت أمام زوجها ورفضت قهره أمام ايمانها بالحق...بل و ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم كواحدة من نساء أهل الجنة.

أنا لا أطالب ان تتحدى المرأة طبيعتها بكونها أما وأنها قد لا تتحمل العمل طويلا...ولكنني أطالب كل بنت "إنها تجيب آخرها" وتتوقف عن الكسل ....وأعني بالكسل الخمول التام....اللي مش عايزة تشتغل تعمل عمل تطوعي...اللي مش عايزة لا ده ولا ده تتعلم وتكتب أو تتكلم مع غيرها في اللي اتعلمته....إنما الفراغ العقلي والحياتي التي تصل إليه الكثيرات...فده اسمه موت بالحياة....ولا تتمني أن يكون أولادك أبناءا مؤثرين... ما لم تقدمي لهم قدوة صالحة...إذا كان رب البيت بالدف ضاربا.....فشيمة أهل البيت...بابا غنوج.