Pages

Friday, February 11, 2011

تاريخ ميلادي الجديد

لم أكن أصدق نفسي حين جاءت أختي كالمجنونة تقفز وتهلل: مشي!!! مشي!!! حتى خرجت من غرفتي مسرعة وسمعت بـعيني وقرأت بـأذني واختلطت حواسي بـبعضها وشعرت بما لم اشعر به من قبل ....فانطلقت الزغاريد وأخذ الجميع يحضن بعضه البعض وامتلأت سلالم عمارتنا بـجميع أفراد العائلة من المهنئين....نعم إنها اللحظة المرتقبة....عاشت ثورة 25 يناير المجيدة....سقط النظام وتحققت ارادة الشعب وصدق الله فحقق نصره ونصر الحقوتذكرت قوله في الحديث القدسي: "وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين"...فما حجب الله عنا نصره كثيرا!


اتذكر أحد الأصدقاء الكنديين حين قال ان ماوتسي تونج ظل يحارب في الصين 20 عاما حتى يتحقق النصر ورأى هو ان الثورة المصرية لن تأخذ حتى 20 أسبوعا لتتحقق أهدافها....ولكن المذهل انها حتى لم تأخذ 20 يوما حتى كللت بالنصر


"النهاردة ممكن أقبل العزاء في الشهداء"....أحد الكلمات التي قراءتها وشعرت بها
....وكنت على قناعة ان الله لن يضيع حق هؤلاء..حتى وإن كان بعض من لا يعملون عقولهم ضد هؤلاء....(وسيريهم التاريخ ان من قاموا بالثورة هم أشرف من جاء في تاريخ مصر الحديث وان من تمسكوا به هو أقذر من جاء في تاريخ مصر القديم و الحديث وسيجعله الله عبرة )


اليوم هو تاريخ ميلادي الجديد.....خرجت محتفلة مع أسرتي نرفع الأعلام ونرفع الأكف خارج السيارات علامة للنصر.....ونرفعها إلى الجبين تحية وتقديرا للجيش الذي أحيا الأمل فينا....ونصيح كالمجانين: الجيش والشعب إيد واحدة ....وهم يردون التحية في سعادة وسط الصوت الات التنبيه التي تعالت ولا كأنها زفة عروسة


اليوم هو تاريخ ميلادي الجديد ...الآن استطيع ان احلم بـغد أفضل.....ان افخر بـمصريتي....ان افخر بـانتمائي لهذا الجيل....ان افخر بأني تربيت على أرض هذا الوطن.....ان أعمل بـجد وأنا على يقين أنني سأرى ثمرة عملي....ان اكون حرة....دون من يحجر على فكري أو يقيد رأيي


اليوم هو تاريخ ميلادي الجديد.....فأنا
الآن ابنة لدولة محترمة.....تقام فيها انتخابات.....سيكون لها دستور جديد....لا يحكمها ديكتاتور كأنها عزبة أبوه....أستطيع ان أتفوق وأكون فخرا لبلد أرى التقدير في عيون أبنائه دون الحاجة لأن اتملق أحدا


اليوم هو تاريخ ميلادي الجديد......أستطيع ان أتخيل بلادي ضمن افضل دول العالم في ظرف 20 عاما......أستطيع ان أتخيل أولادي وأنا أربيهم على قول الحق دون ان أخشى عليهم قهرا....


اليوم هو تاريخ ميلادي الجديد.....صفحتي بيضاء....أراقب مااملأها به بعناية....فأنا أريدها صفحة مشرفة.....تكون فخرا لذلك الوطن الذي أعاهد الله على الحفاظ عليه....كم اشعر الآن انه غال!


اليوم هو تاريخ ميلادي الجديد.....لن أكسر قانونا....لن استغل سلطة أو معارف لمصالح شخصية.....لن اتكاسل عن خدمة الوطن....لن أترك خائنا ولا فاسدا إلا وأعمل على محاسبته.....لن أدفع رشوة ولا حتى في المرور.....سأشتري المنتج المصري حتى وإن كانت جودة الأجنبي أفضل...سأحافظ على لغتي العربية وهويتي.....سأعمل على تنمية الثقافة لدي ولدى من حولي.....سأتفوق في مجالي واتفانى في عملي...سأرتقي بنفسي وسأكون صورة مشرفة للمصريين... سأكون فخرا لهذا الوطن....والله سأكون فخرا لهذا الوطن



بحبك يا مصر :)

Thursday, February 10, 2011

الرجولة أدب مش هز كتاف


رغم تفاؤلي الشديد الذي عرفت به طول حياتي الا انني لا أنكر ان كثيرا من نوبات اليأس قد انتابتني تجاه حال هذا البلد في السنوات السابقة...أنا لن أتحدث عن البطالة والفقر والأمية .....ولكن ساتحدث عن الطبقة المثقفة....عن الصفوة ....التي هي عماد أي أمة...والمسئول الأول والاوحد عما تصل اليه

لن أتحدث عن الحالة اليائسة التي وصل اليها جميع المثقفين....وثقافة "مفيش أمل" التي سيطرت على الجميع....ولكن سأتحدث عن انتشار الجهل بين غير الجهلة.....فهم اكثر الناس نشرا للإشاعات ....عندك مثلا اشاعة "أصل سبكترا المعادي قفل عشان بيقدم لحم حمير"....طب والفرع التاني مقفلش ليه؟

أو اشاعة ان كراسي السينما امتلأت بدبابيس ملوثة بـفيروس الايدز ومكتوب على الدبوس "اهلا بيك في عالم الايدز"....وما المصلحة في ذلك؟ هل هذا منطقي؟

ناهيك عن انعدام الواعي بـكل شيء.....وعدم الاهتمام بـأمور من حولهم.....فـالمتعلم من دول لا يعلم من هو وزير الداخلية ولا من هو وزير الخارجية....وإن لم يكن مبارك قابع على صدورنا منذ ولادة ذلك المثقف....لم يكن ليعرفه

ده مش وقت تقطيم......عارفة.....بس ربنا ادانا بريق أمل......ادانا فرصة للتغير ...إزاي نضيعها؟

لا زالت كلمات والدي ترن في أذني: "أنا كل شوية أفتكر إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم....كل ماآجي أعمل حاجة غلط أقول لأ....أنا مش هعملها عشان ربنا ميمنعش عننا التغيير.....مش عايز أبقى أنا السبب اللي ربنا يمنع بيه عننا التغيير....أصل التغيير ده نعمة كبيرة قوي والله....ولازم نبقى نستاهلها عشان ربنا يديهالنا....وأهو ربنا فتحلنا الباب وشفنا الأمل.....ماينفعش نضيعه بقى!!"

والشهادة لله.....مارأيت تغيرا في سلوك شعب كالذي رأيته في هؤلاء المتواجدين في التحرير......لم أرى تسامحا أو ايثارا أو تحملا للمسئولية أو تضحية وتفاني كالذي رأيته في هؤلاء الناس

الست اللي كانت بتتخانق مع باقي الستات في المترو على المكان الفاضي عشان تقعد هي راحت تمر بـكراتين العصير على المتواجدين حتى تروي ظمأهم.....وهي التي كانت تفرش ماتجد معها على الأرض حتى لا تلمس الجباه الطاهرة أسفلت الشارع ....وهي التي كانت تبكي قائلة: ربنا يحفظكم يا ولادي

وذلك الشاب السخيف الذي قضى أغلب حياته في المعاكسة وكتابة الالفاظ القذرة على الاسوار وكانت تظهر أنانيته في اختراقه لأي طابور .....هو نفسه الذي كان ينظم المارة....ويحترم طابور التفتيش وهو الذي كان يدعو بالنصر....ويبدأ بالصلاة على وقتها....وهو الذي يفضل الغير على نفسه حتى انه يظل واقفا في المقدمة وقت الضرب حتى لا يصاب غيره بـأذى...وهو الذي يحث الآخرين ممن طفح بهم الكيل على عدم الشتيمة قائلا: "احنا نقله يمشي آه....انما نشتم لأ....احنا أحسن منهم....ده مهما كان راجل كبير "

لن انفي وجود الذين جاءوا ليكونوا "في الهيصة".....أو الذين جاءوا ليستكشفوا ذلك المشهد الذي لم نشهده من قبل....أو ليزوروا مولد سيدي التحرير كما قال احدهم ....ولكن الاغلبية ظهرت عليها ملامح التغيير....والتغيير الحق

السؤال بقى......هل يظل رَجل التحرير رجلا خارج التحرير؟

إذا كنا لا نريد اضاعة دم الشهداء والجرحى.....ليس علينا فقط ان نصمد على مطالب الثورة ولكن ان نصمد على أخلاق الثورة.....الثورة ليست شعارات وكلام يردده الكثيرون ....أو صورة تغيرها على فيس بوك أو كلاما تكتبه....أو رأيا تتمسك به امام الاخرين - وقد تكون انت اصلا أحد الذين يرددون الكلام كالبغبغانات على غير فهم وقناعة- و أحلام واماني ترسمها لغد أفضل ظهرت أول خطوطها مع شروق الشمس الثورة

أرجوك تمسك بـخلق الثورة....وإن لم تكن في التحرير.....وإن لم تكن مع التحرير....وإن لم تكن تهتم بالتحرير

ارجوك لا تكن السحابة التي تحجب شعاع الأمل في التغيير عن الغير ....يمكن يكون ربنا مؤخر النصر قليلا حتى نتغير من الداخل ونستحق التغيير من الخارج....أو حتى نستطيع حمل الأمانة الثقيلة التي ضحى الكثيرون لأجلها فلا نأتي ونضيعها نحن

ارجوك ابدأ بـنفسك وبـ غيرك....إذا كنت مختلف مع غيرك عن طريقة التغيير في المظاهرات ....فلا تختلف مع نفسك على طريقة التغيير في الأخلاق

حتى لا تكون الثورة والتغيير كلاما يتشدق به من لم يبذل كل غال ليحياها .......

إذا كنت لا تستطيع ان تكون معهم لأي سبب خارج عن ارادتك .....لقد حان الوقت لتكون معهم بـسلوكك

"إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

كما كنت رجلا في الثورة......كن رجلا خارج الثورة

الرجولة أدب مش هز كتاف....الرجولة اخلاق مش شعارات......الرجولة أفعال مش كلمات