Pages

Friday, August 26, 2011

يا تصيب يا تخيب

بداية وقبل أي شيء أنا لا أقصد بهذا الكلام شخصا بعينه.....ولكن أقصد كل شخص عمل كده في نفسه ورضي لها التعاسة....أصل أنا بقيت أحس إن البني آدمين بقوا عاملين زي القوائم الرمضانية اللي بتبقى في المطاعم
Preset menues
في منها المنيو الشرقي والمنيو الرمضاني والمنيو الهندي....حاجة كده ماسخة بتاخدها بالإجبار...كلها على بعضها..مفيش اختيار...هو تسميع أصله...مينفعش ننوع وكل واحد يختار اللي على مزاجه...زي مايكونوا هيعطفوا عليك بالأكل ده...أو مثلا تكون آخر مرة هاتاكل فيها....أو يمكن يكون مفيش أكل تاني في البلد فـتاكل وانت مجبر....مع إنك أصلا كنت خارج تتفسح وتتبسط!

هو احنا ليه بنحول كل حاجة لقوالب؟ هو عيب كل واحد يعيش حياته زي ماهو شايف؟ هو أنا لازم أبقى في نفس القالب ونسخة من حد تاني؟ هي مكنة تطريز مثلا ولا قوالب كحك؟

لازم تختار قالب من دول...يا إما القالب المتدين...فتبقى بتلبس عباية ويا ريت لو لونها اسود للبنات والولد يطول دقنه وتبقى كل مشاكلنا اللبس وإني أقول لصاحبتي بحبك في الله وجزاكي الله خيرا وربنا يكرمك والله المستعان مع إن أنا اصلا ممكن مبقاش فاهمة أي حاجة من ده وممكن تبقى اخلاقي زي الطين وبشتم وبحور وبتكلم على كل الخلق من ورا ضهرهم وباخون وبستندل وبستوطى وبعمل مالذ وطاب من الزبالة....ورغم إن الدين مش ظاهر بس الا إن القالب بيقول كده....والقالب بيقول برضه أركز في إن الصف يتعدل أكتر من إني اركز في صلاتي....وإني آكل في المسجد وابهدله عشان المسجد مكان مش بس للعبادة ده مكان لكل حاجة....و أسيب شغلي عشان أعتكف في العشر الأواخر من رمضان.....مع إن برضه الدين مش كده انما القالب قال كده.....القالب قالب.....منظر على الفاضي....لو مليته طين مش هيفرق من لو مليته عجين أو حتى لو مليته عصير طماطم....قشور....وتسيب روح الحاجة (توضيح أنا مش ضد إقامة السنن بس ضد اقامتها بلا روح)

أو تختار قالب المثقف....اللي بيروح يحضر ندوات وينادي بشعارات ولازم يبقى عنده أكونت على تويتر ولازم يبقى قال لأ في الاستفتاء ولازم برضه يبقى ناكش شعره وبيشرب سجاير وينفخ الدخان في وشنا وهو بيتفلسف علينا بكلام لو زنقته هو نفسه مش هيعرف يفسره و ممكن يبقى لا عمره قرأ كلمة ولا يعرف أصلا مين أول رئيس لمصر....يروح الصبح يفطر على البورصة وبعدين يروح الساقية وبالليل يحضر حفلة لوسط البلد أو بلاك تيما....ولازم يبقى بيحب مارسيل خليفة وكاميليا جبران...ولو بنت تبقى بتنادي بحقوق المرأة ومش بعيد تقلع الحجاب عشان تبقى مثقفة....وأي مظاهرة يطلع فيها...هو كده...خلقنا لنعترض...طب يا عم إنت فاهم هم بيقولوا إيه؟ أيوه! الموت التام أو الاستقلال الزؤام....لا مؤاخذة...الاستقلال التام أو الموت الزؤام! ليه ؟ عشان القالب قال كده!

وفي قالب البنت المملة اللي خلتني أكره كوني بنت...أيوه والله....لازم تقول لكل الناس يا حبيبتي ويا جميلة وتعمل أصوات غريبة كده وهي بتسلم على صاحبتها و ممكن تعيط مع إنها لسة شايفاها من أيام...بتحب اللبس زي عينيها واهم حاجة عندها في حياتها تتجوز وتعيش لحظة إنها ست بيت ومشغولة قوي وهي اصلا أفضى واحدة على وجه الأرض...كنت هنسى فقرة الفرجة على المحلات...على فكرة المحلات اتعملت عشان نشتري مش نتفرج....نداء...ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء! والله العظيم تعبت! برضه عشان القالب قال كده!


وقالب الولد اللي حاسس انه عنده امتياز لمجرد انه ولد.....عايز يتجوز "واحدة دكتورة ومحجبة وشيك" ....طب يا تافه يا سطحي إنت أصلا ماتسواش نكلة..بتتنك على إيه؟ على القالب طبعا!

وفي قالب الفنان وقالب الرياضي وقالب الكئيب وقالب العاقل و القالب البارد وقالب القبيح قليل الأدب...وعلى فكرة دي مش شياكة يعني ومش هنقول واو ده جرئ قوي....خليك في القالب....خلي القالب ينفعك!

هو احنا ليه مش عايزين نتبسط؟؟ هو احنا عايشين كام مرة؟ ولا نكونش عايشين مجاملة؟ أو دي فترة تجربة قبل مانشتري المنتج؟ ليه الواحد يرضى لنفسه التعاسة؟؟ ولا الدين كده ولا الثقافة كده ولا الأنوثة كده ولا الرجولة كده ولا الرياضة كده ولا الشجاعة كده....ولا أي حاجة كده أصلا! لحد امتى هنفضل نسخ من بعض؟؟ لحد امتى هنفضل عايشين الحياة تسميع؟ حضانة..ابتدائي...إعدادي...ثانوي...جامعة....كول سنتر...جواز....خلفة...حياة مملة وكلها رتابة...بنجري ورا حاجة وهمية...كل واحد نفسه يبقى القالب اللي هو اختاره....مع إن اختيار ربنا ليك كان إنك تبقى نفسك.....ليه مش عايزين نبقى نفسنا؟ ليه دايما مش عاجبنا اللي معانا وبنبص لغيرنا؟ والله الدنيا تستحق اننا نتبسط فيها.....الدنيا اقصر من إننا نعيش حياتنا نجري ورا القالب الوهمي...كل واحد يعيش حياته بقى و يختار كل حاجة...ومالوش دعوة ا باقي عايزين إيه....يختار شغله يختار مين عايز يعرفهم ومين عايز يقطع معاهم ويختار شغله ويختار اهتماماته ويختار عيلته في المستقبل نفسه تبقى عاملة إزاي....ليه نرضى بالأقل لما ممكن يبقى في أحسن؟ هي مرة واحدة....يا تصيب يا تخيب :)

Thursday, August 11, 2011

آداب يجب ان يلتزم بها الضيوف

عندي مشكلة....مشكلة كبيرة...المشكلة أنني ولدت بنتا...أصلي في مسجد السيدات...وأحضر الدروس في مسجد السيدات وحتى أثناء أداء العمرة كنت أصلي مع السيدات أيضا....ولم تكن مشكلتي مع السيدات في وجودهن أنفسهن...ولكن مشكلتي دائما مع الأطفالتجد السيدات متعة في ترك اولادهن ليمرحوا في المسجد ...وماله...ماهي شقيانة بيهم طول النهار والليل...طب يعني هو ده مبرر يخليكي تبلينا بيهم؟

س1: هي مش من حقها الصلاة في المسجد؟
ج1: من حقها الصلاة في المسجد...ولكن من حقنا برده الصلاة في المسجد

س2: وانتو بتستكتروا عليها ثواب الصلاة في المسجد أو حضور الدرس؟
ج2: هو لازم عشان تاخد ثواب صلاة سنة أو حضور درس تستفيد هي منه تؤذي الناس التانية وتاخد ذنوب ومش بعيد حد يدعي عليها (أيوه أنا بدعي عليكم) وبعدين ماتروح وتحضر زي ماهي عايزة بس تسيب الأطفال في مكان تاني أو تعلمهم يلتزموا الهدوء في المسجد

س3: دول أطفال ....إزاي هتقدر تسيطر عليهم جوه المسجد؟
ج3: ربيهم كويس وانتي تعرفي تسيطري عليهم في أي حتة

س4: وانتوا هتعلموني أربي ولادي إزاي؟
ج4: أيوه...عشان مش عارفة تربيهم

وتبدأ المعركة.....ويتحول المسجد لساحة حرب...لست أدافع عن من يتشاجرون داخل المسجد ولكن لبيت الله آداب يجب ان يحترمها ضيوفه ....لماذا نربي أبناءنا على احترام بيوت الآخرين عندما نكون ضيوفا عندهم ولا نعلمهم احترام بيت الله وضيوفه عندما نكون فيه؟ لماذا نترك الأطفال عند الذهاب إلى المناسبات الهامة ونستطيع ايجاد مكان لهم حينها ولا نفعل ذلك حين نذهب إلى المسجد؟ لماذا تسطيع الأم السيطرة على ابنائها حين يزورهم أحد خوفا من ان تضايق ضيوفها ولا تراعي ضيوف بيت الله ولا آداب بيته فتتركهم يمرحون ويلعبون ويؤذون المصلين؟ وغالبا ماتكون المشكلة سببها أبناء في الثامنة أو العاشرة من عمرهم...أي انهم يملكون من الإدراك مايجعلهم يحترمون كلمات أمهاتهم عن احترام المسجد واحترام الناس....وذلك يدل على ان الأهل لم يزرعوا في أبنائهم قدسية مكان الصلاة ولم يربوهم على احترامه....ولو أنهم احترموا بيت الله لاحترمهم الناس....ولو لم يحترموه لكان ذهابهم اليه شر لهم ولغيرهم ومصدرا لذنوب هم في غنى عنها

كيف نعلم ابناءنا احترام المسجد؟
ليس بالكلمات فقط....لأن الأطفال خاصة في السن الصغيرة لا يستطيعون الصمود لفترات طويلة في هدوءدون ان ينشغلوا في شيء...المفتاح هو ان نشغلهم في شيء مفيد ومسل فلا يكرهوا الذهاب إلى المسجد لأنه ليس مملا ولا يؤذوا المصلين بالركض واللعب حولهم والركوب على ظهورهم

حلول رأيتها:
- رأيت أحد الأمهات تضع لإبنها فيلم كرتون على الهاتف النقال يشغله طوال مدة الدرس و يسمعه بالسماعات حتى لا يضايق أحدا بصوته
- في فترة الدراسة كانت بعض الأمهات يحضرن كشاكيل الواجب لأولادهن حتى يكتبوا ماعليهم من واجبات أثناء الصلاة وتتفقدهم هي بين الركعات

- الكثير من الأمهات يحضر لأبنائه كتب تلوين أو قصص لمن يستطيع منهم القراءة حتى تشغلهم عن ايذاء المصلين

هذه حلول مقترحة وليست حلول لكل الأطفال...كل أم تعرف ماذا يحب طفلها ان يفعل حتى لا يؤذي المصلين....وهذه الحلول لن تفيد إذا لم نغرس في ابنائنا احترام المسجد...وهذا الكلام ليس للأمهات فقط... بل والآباء أيضا...و لكل الذين يذهبون إلى المسجد...بعض السلوكيات تنفر الناس من المسجد فعلينا ان نحاول تقليل وجودها بالنصيحة وليس بالشجار

Friday, July 15, 2011

الثور والثورة

كنت قد قررت في وقت سابق ألا أتكلم في السياسة....مش عشان السياسة عيب....بس عشان مش كل من اتفتحله ميدان بقى زعيم ومش كل من مسك مطوة بقى بلطجي ومش كل كتكوت يتقال له يا كتكت...لهذا كلما اردت ان اعترض على مالا يعجبني في السياسة احتفظت برأيي لنفسي أو عبرت عنه في حدود ضيقة حتى لا انساق إلى هذه الحلقة المفرغة وأرى نفسي امام نفسي مع اللي ملهمش فيها وبيفتوا في أي حاجة ولكنني لا أستطيع الصمت أمام ماأرى....ولم أقدر على ان أكون من المتفرجين فقط...فقررت ان أتحدث عن شيء آخر أفيد...قد تكون له علاقة غير مباشرة بالسياسة.....ولكنه ذو ارتباط وثيق بإحترام العقل وتقدير الذات...ولن أذكر الآخر في جملي لا تجنبا له ولا تقليلا من شأنه....ولكن الإنسان يبحث عن نفسه أولا وهذه طبيعة بشرية يجب ان نعيها جميعا جيدا وان نتعامل معها

لست من أصحاب اوقات الفراغ المستمرة....ولكنني لست "عم المهم" كذلك...لهذا استطيع ان أجد الوقت الكافي لقراءة الأخبار وقراءة بعض الكتابات القصيرة التي تنشرها الصفحات....وأحمد الله ان أعطاني ذاكرة قوية وقدرة على الربط بين الأسماء والأحداث والأماكن والمعلومات وأذكر عندما ذهبت منذ 4 أشهر تقريبا للإدلاء بصوتي في الاستفتاء على التعديلات الدستورية عندما صوتت بنعم ليس بدافع ديني ولا غيره وانما كان ذلك ماأراه في مصلحة مصر حينها....رأي شخصي يحتمل الصواب أو الخطأ اخترته دون تأثير من أحد ولا توجيه...فأنا لا أنتمي ولن انتمي لأي حزب لنفس السبب لذي ذكرته في بداية المقال.....كل فولة ولها كيال ودي مش الفولة بتاعتي. وأحزنني كثيرا تأثير بعض أصحاب النفوذ من رجال دين أو غيره (و أعني بالنفوذ هنا المكانة والقدرة على التأثير) وأعجبتني أحد الصفحات المنادية بعدم التأثير على آراء الآخرين وترك المجال لهم لتكوين آراء خاصة بهم.كنت أتابع هذه الصفحة جيدا (مش عن كثب أحسن حد يقول إني فلول ولا حاجة), كانت الصفحة تلاقي انتشارا سريعا....ولكن كان من المؤسف ان أرى القائمين على الصفحة لا يلتزمون بالحيادية ولا بترك مساحة للآخرين لتكوين ارائهم....وتحولت الصفحة إلى منبر للتعبير عن ارائهم الشخصية...بل والإساءة إلى كل من لا يتفق معهم في الرأي...حاولت ان أنتقدهm اكثر من مرة ولا اعلم إذا كانوا يقرأون التعليقات ام لا لكثرتها...ولكني لم أستطع الا ان "أسفلتهم بالذوق" في أحد المرات التي بدأ احدهم في التطاول فيها على القائمين على احدى الشبكات الإخبارية لمجرد أنهم لهم هوية اخوانية وليس لعدم مصداقية الشبكة مثلا أو لخطأ مهني أو حتى نقد مؤدب....بل وان التعليق الذي كتبه كان يحتوي على جمل مسيئة ونسي ان تلك الشبكة الاخبارية هي الشبكة التي كنا نعتمد عليها اعتمادا كليا في بدايات الثورة وسط التعتيم الاعلامي العجيب الذي كان موجودا حينها...لم استطع الا ان أذكره ان الصفحة ليست منبرا للتعبير عن رأيه الشخصي وأنه ينادي بما لا يفعل فكلامه بعيد عن الحيادية وكله توجيه صريح وفرض لوجهات النظر الشخصية على الآخرين وان التركيز على نقاط الاختلاف بدلا من نقاط الاتفاق يعيدنا إلى الوراء....ثم كتبت على صفحتي الشخصية أنني لاأصدق ان هناك ناس كهذا الشخص مازالوا يفرضون أراء هم على الآخرين وإن هناك من يستجيب لهم دون تفكير ثم قمت بحذفها لأنني وجدت ذلك غير مقبولا

لم اتوقع رد فعل من الصفحة....ولكنني فوجئت بأن القائم على الصفحة حذف ماكتب عن تلك الشبكة وكتب بعدها ان بعض الكتابات أثارت حفيظة بعض الأعضاء لهذا تم حذفها على ان يتم التوقيع على الكتابات التي يكتبها القائمون على الصفحة. لا أنكر أنني سعدت بالاستجابة....ولكن ماحدث جعلني أفكر .....اين المشكلة؟ إنها ليست مشكلة الصفحة.....وليست مشكلة الشخص.....وليست مشكلة الفترة....ولكنها مشكلة شعب....مشكلة مجتمع ظل مهمشا وعاش كل فرد فيه في مساحة ضيقة لا تكاد تسع وجهة نظر واحدة...فكيف لها ان تسع وجهات نظر متعددة ليختار منها مايريد ويكون رأيا له؟

انني أحترم شخصا كان ضد الثورة من البداية عن اقتناع وايمان أكثر من شخص ظل منساقا حتى أنه أصبح دائما كالثور الأهوج...أينما يكن المنديل الأحمر يكن هو...دون النظر إلى أين يذهب....أو الذي عمته حرارة الأحداث عن رؤية الحقيقة والتفكير....تماما كالذي يسير في صحراء ساخنة في يوم شمسه حارة ....يرى مايتقدمه مهزوز وغير واضح وقد يصل إلى حد كونه سرابا....ولو أنه أمعن النظر لرأى الواقع مختلفا...ولكن الحرارة لا تجلعه يقف ليفكر ويدقق...فيفعل مالو كان في غير موقف حار لن يفعله....ويقول مايتنافى مع مايعتقد...ينادي بتقبل الآخر ثم يهاجم من يختلف معه في الرأي وقد يسبه أحيانا (أيوه أنت عارف نفسك...أيوه اقصدك)....وينادي الحيادية وعدم فرض وجهات النظر الشخصية على الآخرين ويبدأ هو بإستخدام كل الوسائل الممكنة لفرض رأيه...والكثير من الأفعال التي تتنافى مع مايرى...فقط لأنه ارتضى ان يكون ثورا لا إنسانا....ولا أستبعد ان يكون هناك رابط لغوي بين الثور والثورة فكلاهما اهوج.

لقد قررت ان ألتزم بالحيادية والموضوعية....وعدم فرض رأيي على الآخرين....حتى بعيدا عن السياسة....فلن أصف شيئا بأنه "وحش قوي" ...ولكن سأصفه بأنه لا يعجبني....ولن أصف شيئا بأنه خطأ...ولكن بأنه لا يناسبني....وسأحاول عدم استخدام ألفاظ تحتمل اكثر من تأويل أو ألفاظ نسبية...ولنبدأ في التركيز على نقاط الاتفاق وليس نقاط الاختلاف...فلنترك توجهاتنا السياسية بعيدا , كلنا مواطنون....لا يهم أي حزب تتبع ....ولكن المهم هو أي مواطن تكون...إذا اصبح الجميع ساسة....فمن سيكون المسيسون؟ التغيير ليس سياسيا فقط...التغيير عقلي وروحي وفكري....التغيير شامل...وقد كنا أجزاءا في منظومة هدم....وليس من الطبيعي ان يكون جزءا من منظومة الهدم جزء من منظومة البناء دون تحويل أو تعديل.


http://marwamorgan.blogspot.com/

Friday, June 24, 2011

إن لم تستح فافعل ماشئت- يوم التدوين من اجل سوريا

إن لم تستح فافعل ماشئت.....اكذب ونافق وتحدث عن اصلاحات خيالية جاءت بعد ان وصل الماء إلى سطح السفينة واصبحت هالكة لا محالة....إذا لم تستح فاخرج علينا متحدثا باسم الوطنية التي لا تعرف معناها ولا تفقه مضمونها.....إن لم تستح فاستمع إلى زئير أسود تريد رأس أسد لم يشبه الأسود الا في اسمها

إن لم تعدل فافعل ماشئت.....انهب ثروات وانشر فسادا....إن لم تعدل فما الله بغافل عما يعملون....وهو العدل ....وما بات مظلوم له دعوة الا و نصره الله بها....وما مكر ظالم الا وجعل الله مكره منقلبا عليه ....فيذق مما أذاق

إن لم تفهم فافعل ماشئت..... اقرأ واسمع شعبا خرج على قلب رجل واحد ضد طاغية سقوطه وشيك.....إن لم تفهم سننا كونية في احقاق الحق ونهاية الطغيان...فانتظر عاقبة كعاقبة من سبقك من الظالمين

إن لم ترحم فافعل ماشئت.....اقتل وعذب وشرد أسرا ويتم أطفالا...إن لم ترحم فيكفيك عويل من فقدت ابنا لها بلا ذنب سوى أنه خرج باحثا عن حقه....إن لم ترحم فاستمتع بما تراه من انين شعب وقفت ضده غير مكترث....وقف كما يقف الكلب أمام الأسود....يبدأ في النباح ثم ينتهي صريعا....


من لا يٍـرحم لا يرٌحم.....فلا رحم الله بشارا ولا أعزه وغيره من الظالمين.. سواءا كان ظلمهم بسلطة أو بدون سلطة.

Saturday, May 21, 2011

لو مشيتي من هنا للمطبخ

"مفيش حاجة اسمها أصل دي عملتها وماستفدتش حاجة....إنتي لو مشيتي من هنا للمطبخ هاتطلعي مستفيدة"
ترن في ذهني دائما...جملة قالها عمي الذي اراه مرة كل 3 أو 4 سنوات تقريبا لأنه ترك مصر منذ اكثر من 30 عاما....ورغم اختلافي معه في الكثير الا أنني لا أنسى اغلب ما يقول....قد يرجع لك لأنه قليل الكلام ...فعادة ماتسمع كثير الكلام....تنتفع ببعضه وتضرب بأغلبه عرض الحائط ...أما قليل الكلام عادة يفكر قبلما ينطق فلا تسمع منه مالا يفيد

سألته ماذا يعني .....قال لي ان الإنسان يتعلم اينما يذهب....ويطور عقله في كل لحظة يعيشها وإن لم يدرك ذلك.....استطعت ان افهم بذكائي الشديد انه يبالغ عندما قال "لو مشيتي من هنا للمطبخ"...ولا اختلف معه في ان الإنسان يتعلم من كل مايكتبه له الله ويضعه فيه...ولكنني أرى ان علم عن علم يفرق

كثيرا ماكنت اتسائل لماذا اعطى الله الإنسان العقل طالما هو يقدر له الخير دائما...وطالما ان الله يعلم دائما الأفضل للإنسان...فلماذا يفكر الإنسان؟ ولم أرفي البداية ضرورة في ان يعمل الإنسان عقله في كل شيء.....لو مشيت من هنا للمطبخ هافكر في إيه؟

لماذا خلق الله الاختلاف؟ لماذا لم يجعلنا الله نفكر نفس التفكير؟ لماذا لا نتحدث نفس اللغة؟ لماذا خلق الله اختلاف الألوان؟ لماذا كانت السماء زرقاء بينما الزرع أخضر...لماذا خلق الله الكوسة مختلفة عن البطاطس؟ لماذا جعل الله المهندس الذي رسم تصميمات كل العمارات مهندس مدني والمهندس الذي رسم عمارتنا مهندس ميكانيكا؟...الإجابة: عشان العربية تتحشر في الجراج

بعيدا عن ان الاختلاف رحمة....وان التنوع في خلق الله يزيد الحياة متعة حيث يستمتع الإنسان بالكثير مما حوله....فلا يرى لونا واحدا ولا يأكل طعاما واحدا ولكنني أرى ان المتعة في الكبرى في الاختلاف تقترن اقترانا وثيقا بنعمة الله على الإنسان بالعقل.....نعمة الاختيار...لم يخلقنا الله مسوخا لنا شكلا واحدا وزيا واحدا ولغة واحدة وفكرا واحدا .....رغم ان بعض الأفراد جردوا أنفسهم من انسانيتهم وقرروا ان يكونوا مع التيار...قرروا ان يكونوا كلابا...إن تحمل عليهم يلهثوا وإن تتركهم يلهثوا....يردون نفس الكلام بغض النظر عن الموقف أو المقام الذي هم فيه....لا يعرفون الفرق بين النهار والليل....ولا العلم والهلس....ولا حتى الفرق بين جمصة والساحل الشمالي

إذا كنت ممن يرون ان الثورة غيرت كل شيء فييؤسفني ان اقول لك أنك مخطئ....لا اعني الإحباط ولكن الكثير من الكلاب ظهر ليلهثوا أو ينبحوا بما لا يفيد....فقط ليكونوا مع الهوجة....فترى من يرجع اخلاء سبيل سوزان مبارك إلى ان الجهلة - وانا من هؤلاء الجهلة- قالوا نعم في للتعديلات الدستورية (أقسم بالله هذا الكلام حقيقي)....أو من يرى ان السلفيين هم السبب في أي عنف في البلد......أو ان الأقباط عملاء وممولون من الخارج

إذا كنت تقصد مكانا تعرف له طريقان....أحدهما تعرفه وأحدهما مجهول بالنسبة لك....هل ستمشي في الطريق المجهول لمجرد ان الناس ماشية فيه؟ وانا أقول الزحمة بتزيد ليه!

حتى من هنا للمطبخ......بإمكاني ان أمشي على يمين العمود أو يساره....أو أمشي بـظهري مثلا...أو أجري....أو....أو.....أو....أو...


ألا تتحدث فيما يتحدث فيه الاخرون لا يدل على إنك جاهل.....وانما حديثك فيما لا تفهم هو مايدل على جهلك.....إذا اخترت ان تتحدث في أمر فاختر مايناسبك

ألا تلبس مايلبسه الاخرون لا يدل على فساد ذوقك.....وانما ان تلبس مالا يناسبك هو دليل على فساد ذوقك....إذا اخترت ان تلبس شيئا فاختر مايناسبك

ألا تتلفظ بما يتلفظ به الاخرون لا يدل على إنك"دقة قديمة"....وانما ان تتلفظ بما لا يليق بك وما لا تفهم هو دليل على إنك متخلف ودقة قديمة.....إذا اخترت ان تتلفظ بشيء فاختر مايناسبك

ألا تعتقد فيم يعتقد فيه الاخرون لا يدل على إنك كائن فضائي...وانما ان تعتقد فيم لا تقتنع به هو دليل على إنك كائن فضائي...إذا اخترت ان تعتقد فاعتقد فيم تقتنع به

إن نعمة الاختيار هي أحد النعم التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات....فالحيوان يأكل ويشرب كما يرى من حوله يأكلون ويشربون....والطيور تطير حيثما ترى من حولها يطير.....دون اعمال عقل أو اختيار.....ومن هنا يأتي مبدأ الثواب والعقاب....فالقلم مرفوع عن المجنون وعن الطفل لغياب العقل والاختيار....

كيف يختار إنسان ان يتجرد من انسانيته ويكون كالأنعام؟ حين يختار ألا يختار....

حافظ على انسانيتك.....واختر ان تختار و لا تكن كلبا

Wednesday, April 13, 2011

الدراجة

لا اعلم لماذا يعود بـي شريط الذكريات إلى الوراء.....وأسرح بـفكري إلى القريب والبعيد حينما تذكر كلمة "التوازن".....وأتذكر جملة أبي: "أصل التوازن ده إحساس.....طول ما انتي حاسة بالتوازن عمرك ماهتقعي.....انما لو خانك التوازن هتقعي في أول لحظة تجيلك بعدها"......وأذكر كم كان يكرر هذه الجملة على كورنيش البحيرة الكبيرة في الشارقة......في كل ليلة كنت اذهب فيها معه ليعلمني ركوب الدراجات وأنا في السادسة......وكيف أقنعني ان التوازن إحساس حينما كبرت واستوعبت أنه أثناء تعليمه لي (وكنت اخاف ركوب الدراجة بدون سنادات حينها) انه قد قام بفك احدى السنادات وأبقى على الأخرى حتى أحتفظ بإحساسي المزيف بالتوازن ولا أقع.....وحينما وثقت في نفسي وإستجمعت إحساسي الحقيقي بالتوازن ....قام بـفك السناده الثانية....وأصبحت أركب الدراجة بلا وقوع...

لم أنس كلمة واحدة مما قال....ولا أتعجب ذلك....فهو أكثر شخص تعامل معي بـذكاء في حياتي ....فكان يركب معي "المراجيح" في الملاهي منذ طفولتي...ويرفع عقلي ويخفض عقله....حتى يتقابل العقلان في مستوى وسط ....فعلمني الكثير هو وأمي حتى أنني كنت أستطيع القراءة وأنا في الرابعة ....و أشهد الله على أنني لم أتمن يوما أسرة افضل من تلك

لا أعلم اذا كان ذلك تشبيها غريبا ولكنني أرى الحياة كالدراجة.....تسير بسرعة.....قد تأخذك وقد تأخذها....حسب من فيكم اشطر....وإن لم توفر لنفسك التوازن ستقع حتما....ولابد ان تقع مرة تلو الأخرى حتى توفر لنفسك التوازن .....وقد يتمثل ذلك التوازن في إحساس زائف نابع من وجود سنادات في حياتك.....وحينها يختفي توازنك و تسقط مع اختفاء تلك السنادات....أو يكون توازن حقيقي نابع من احساسك الداخلي وقدرتك على التحكم في زمام الدراجة....وتستطيع ان تضع في تلك السلة الصغيرة ماتريد ....وكلما ثقلت سلتك...صعبت حركتك وزاد مجهودك

دراجتي ليست بالقديمة.....ولكنني كثيرة الحركة....وبالتالي كثيرة الوقوع....واتباعا لمبدأ "مايقع الا الشاطر"...اعتبرت نفسي من الشطار حتى بدأت آثار الوقوع تؤلمني...وأوشكت دراجتي ان تبلى لولا عناية الله ......رغم اني كنت احتفظ بالعديد بالسنادات التي تساقطت واحدة تلو الأخرى لإعتمادي الشديد على واحدة فقط وتجاهل الباقين...حتى خانتني سنادتي المفضلة وصرت بلا توازن....فأحيانا يمسك الشخص في شيء ويتخيل ان فيه كل التوازن.....فييبدأ في التمايل....ثم يخونه ويسقط بلا مقدمات وليس من العيب ان يوقف الإنسان دراجته لبرهة بحثا عن التوازن ثم يعود بقوة تمكنه من اللحوق بالركب ......فذلك الإنسان أفضل حالا ممن يسير متمايلا وهو يعلم ان سقوطه وشيك ولا يريد ان يتوقف خوفا من ان يخسر سنادته الأخيرة.....وهو لا يعلم ان الله أعطاه قوة داخلية تتمثل في احساسه هو بالتوازن الذي يخلقه لنفسه ببعض من الإرادة ورضا النفس.....أصل التوازن ده إحساس :)

ومن هنا اربط نعمة الله في التنوع والاختلاف بالتوازن.....فـالتوازن في الحياة يأتي من الموازنة بين المختلف من الأمور والأفعال والأفراد وحتى العواطف......فلا يشعر بسعادة من لم يذق حزنا...ولا يشعر بالأمن من لم يحيا في خوف....ولا يشعر اد إيه الفاصوليا جميلة من لم يذق السبانخ!

كن عادلا تنعم بالتوازن......كن عادلا في وقتك...في صحتك.....في عواطفك.....في علاقاتك....في نشاطاتك.....في عملك....في أسرتك .....فـإن جار أحدهم على الآخر ستحتاج إلى سناده تعطيك توازنا زائفا مؤقتا ييخونك ويسقط.....وتذكر دائما ان تضع نفسك في المقدمة حتى تتمكن من قيادة الدراجة ولا تتركها هي تقودك

Saturday, April 2, 2011

"يعني أنت اللي حقاني قوي؟"

"باطل....باطل....باطل"....
أصوات تعالت في محطة مترو انور السادت....وامتزجت بـأصوات الطبول و كانت أعلام مصر ترفرف في كل انحاء المكان.....و انطلقت مسيرة يبدو انها احتجاجية داخل محطة المترو......ولم أستطع ان أفهم مطالب تلك المسيرة....ولكنه كان من الواضح جدا انها ليست مطالب سياسية فالمترو ليس بالمكان المناسب لهذا النوع من المظاهرات...و يفصلهم عن الميدان...قلب المظاهرات سلالم معدودة....ولم افهم "إيه هو اللي باطل؟"...فلم يقل هؤلاء كلمة سوى باطل.....لعلها نتيجة مبارة مصر وبتسوانا...فكل من "هب ودب" يخرج في مظاهرة...حتى ان طلبة المرحلة الاعدادية في مدرسة أخي خرجوا في مظاهرة حتى يسمح لهم بالذهاب بغير الزي المدرسي

لم أكترث كثيرا بهؤلاء....وذهبت إلى الرصيف ...تحديدا إلى مكان "عربة السيدات"....حيث توجد لافتة كبيرة يكتب عليها "سيدات فقط"...لذلك عدد السيدات اللاتي يقفن تحتها أقل من نصف عدد الرجال...حتى انني اعتقدت انني اخطأت فبدأت بمراجعة اللافتات مرة أخرى....وتذكرت يوم كانت اكبر "خناقة" لي في هذا المكان كاد حينها شخص ان يشتمني أو حتى يضربني لولا تدخل سيدات لتوبيخه بكلمات مثل عيب كده و غيرها بكلمات لم ترق إلى مستوى "الخناقة" ( وعادة لا يرتقي رد فعل هؤلاء السيدات إلى مستوى الحدث....فعندما امسك الناس بأحد الحرامية على الرصيف...صحن هن بجمل مثل "اخص عليك" و "ياه...بلطجي!")....وكان سبب المشكلة أنني طلبت منه النزول من عربة السيدات رفض....ورفع صوته فرددت قائلة: "أنت مش مكسوف من نفسك وانت راكب عربية الستات وواحدة بتقولك تنزل عشان دي عربية ستات وانت بتقولها لأ؟"...و كان وجه اعتراضه "واشمعنا إنتي اللي جاية تتكلمي يعني! إنتي اللي حقانية قوي؟"....أيوه أنا اللي حقانية قوي....ولم اعلم لماذا رباني أهلي على ذلك رغم خوفهم الشديد علي الآن......مش اكبر مشاكلنا


ركبت المترو...ووصلت إلى وجهتي...وبينما أنا في طريقي إلى السلم...لمحت صبيا بين العاشرة والثانية عشرة يحمل حقيبة على ظهره...وأمامه سيدة عجوز......لم اتبين الا انه كان يسخر منها لعدم قدرتها على صعود السلم...وجدت نفسي أشده من حقيبته وكأنني اشد فأرا من ذيله....فـظهرت المفاجأة على وجهه....فلا اعتقد انه كان يتوقع ابدا انه سيقع في قبضة من تكبره بـعشرة أعوام فقط....فقلت بنبرة هادئة: "تعتذرلها ومتتكررش تاني....فاهم؟".....هز رأسه وفعل...ثم خرج راكضا حتى اني لم اعد اره في ظرف لحظات....و رغم أنني أرى انه قد لا يكون ذلك الأسلوب الافضل....لم اكترث لانني كنت بالنسبة له اسخف كائن على الأرض...ولا استبعد انه كان يقول في داخله "وهي مالها"...أو مثل ذلك الذي كان يكبره قليلا "يعني أنت اللي حقانية قوي؟"......ولو كان أحد أبويه معه لصرخ في وجهي بنفس الكلام ولما قالوا لإبنهم كلمة واحدة! رغم ان الحق من عليه....الحق على من لم يعلمه ان الكبير له احترامه ووقاره....ولكن ظاهرة : "أنا بس اللي أزعق لإبني " انتشرت لدرجة تثير الاشمئزاز! ووالله لو كان أخي في ذلك الموقف (لن اضرب المثل بالأبناء...فقد يكون الوضع مختلفا).....لكنت في وضع المعتذر ..ولتنمنيت ان تنشق الأرض وتبلعني حتى ينتهي ذلك الموقف.....واعتقد ان أمي نفسها كانت تفعل ذلك ايضا

اذكر كلام أحد التشكيليين الانجليز الذي يعيش في مصر من 7 سنوات حين قال لي: " سمة لم أرها في مكان آخر كما رأيتها في مصر ....احترام وتقدير كبار السن...حتى أنني أعتقد انكم مش شدة تقديركم لهم....تأباون أن تجعلوهم يتركون مناصبهم لمن هو اصغر منهم سنا...رعم أنني أرى السبيل الوحيد إلى التقدم هو ان يتم تغيير تلك "المدرسة القديمة" بشباب جدد في المناصب الرفيعة"

أرى كم تنهار قيم كثيرة....ولكن انهيار قيمة تقدير المرأة وتقدير الكبير انهيار لسمتين أساسيتين في المجتمع المصري بـطابعه الشرقي الإسلامي....وأرجع أنا ذلك إلى وجود خلل في التربية و في ثقافة الفرد....وتحولنا إلى مجتمع مادي...ولا اعني بذلك ان الاهتمام الأول هو المال كما قد يتصور أصحاب الآفاق الضيقة...ولكن أعني انتظار المقابل في كل شيء

عند عبور الشارع يجعل الشخص غيره في مواجهة السيارات حتى إذا صدم أحد يكن هو بمأمن عن ذلك (وغالبا اللي بيعمل كده بيبقى راجل).....أو تجد شابا يقود سيارة وماشي عكس الاتجاه ...فـإذا قابله رجل كبير أو سيدة...مش يستذوق ويرجع هو؟ لأ إزاي! ولو واقف في طابور وجه حد كبير دور بقى على اللي هيوسعله.....واسمع الكلاكسات من العربيات اللي وراك لو فكرت تقف تعدي حد!

الإنسان بطبعه يختار الأسهل....وإن تنافى مع مايجب فعله...فتجده يكره الالتزام والقوانين.....أنانيا يفضل نفسه على كل من على هذا الكوكب....ومن هنا كانت حكمة الخالق في ايجاده الثواب والعقاب...والقواعد التي يردع العقاب كل من يخل بها....و من تلك القواعد احترام الآخرين...وتقدير الكبير....ومن ضمن تلك القواعد ايضا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر....و يذكر القرآن ان الله غضب على بني اسرائيل لأنهم "كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ"

في جيلنا...نعتبر من يدافع عن الحقوق متطفلا.....ومن يبلغ عن المخطئين ندل و "فتان" (ولا يفهم الكثيرون المعنى الحقيقي للفتنة اصلا)...والعادل بلا قلب ولا رحمة....رغم انه لا يوجد تعارض بين العدل والرحمة....فالله عدل....وفي الوقت ذاته رحمن رحيم


كيف يربي جيل يفتقر تلك القيم جيلا آخر لا يفتقر اليها؟ كيف ستزرع في طفلك المسئولية وانت اصلا غير مسئول؟ كيف ستربيه على احترام الغير وأنت لا تحترم من حولك؟ فاقد الشيء لا يعطيه....فإذا أردت ان تغير من حولك فـعليك ان تكون انت الصورة التي تريد ان يكون العالم عليها.....كن حقاني على نفسك وعلى غيرك ولا تترك من حولك يتحكم في مصير جيلك والأجيال القادمة من بعدك

Monday, March 28, 2011

حكايتي مع البريد

صباح يوم جديد...صباح يوم مشرق.....كم جميل الإشراق! ولكن الشيء عندما يزيد عن حده...ينقلب ضده....فيصير الإشراق حرارة حارقة!

وبعد تحولي من الانتساب إلى المخروبة إلى الانتظام فيها....اصبحت أذهب اليها كل يوم...وإذا ابتلاك الله بعمل أو بيت أو أي شيء يجعلك تتوجه إلى قصر العيني فستعلم كم شاقة وطويلة رحلتي إن لم تكن بالمترو...وإن لم يكن بالمترو أي عطل...وهو امر نادر الحدوث في هذه الأيام

اعتزمت الذهاب لحضور محاضرة الباكتريا... ليس لأي سبب سوى اني أحب تلك المرأة اللطيفة التي لم أر منذ التحاقي بالمخروبة من يفعل ماتفعله ...فهي ديمقراطية لدرجة انها قامت بتصويت على نوعية الأسئلة التي ستكون في الامتحان النهائي...وإذا قرر الطلبة انهم لا يريدون نوعا معينا تقول: أنا باكتب عندي أهو...بلاش ده

نزلت قبل موعدي بـبعض الوقت حتى اتوجه إلى مكتب البريد الذي يبعد مسافة 10 دقائق سيرا على الأقدام من منزلي....وكنت اعتزمت ارسال "سي دي" إلى الامارات العربية المتحدة ......ولم التفت إلى قول احدى الصديقات: "البريد المصري يا مروة؟؟ لأ متحاوليش!"....وحكت لي قصتها المؤسفة عن انها حاولت مرات عديدة التعامل معه بدلا من شركات الشحن الأجنبية التي تكلفك الخدمة فيها مايزيد عن 5 أضعاف ماستدفعه في البريد المصري...ناهيك عن أنك إذا أردت تشجيع شركة وطنك فأنت تطلب لبن العصفور

قبلت التحدي.....وذهبت إلى مكتب البريد.....وبعد وقوفي بعض الوقت حتى اجد من يكلمني علمت بأن الموظفة "في ادها حاجة بتخلصها"...واتضح بعد ذلك ان ماكان في يدها سندوتش! ونظرا لتأخرها...اضطررت للذهاب وتوجهت إلى مكتب بريد آخر في المنيل....وهنا تبدأ الرحلة

إذا كنت من ركاب المترو اليوميين...فمن المؤكد أنك لاحظت ان سلوك الركاب يختلف مع اختلاف الوقت....فركاب الثامنة كلهم نشاط...أصحاب خطوات سريعة...لا تجد فيهم من يتلكأ أو يقف في اللا مكان بحثا عن اللا شيء
أما عن ركاب العاشرة....فهم الأسوأ على الاطلاق.....فتجد السيدات يسرن ببطء يثير الجنون....وكل رجل يقف ليتأمل الفراغ في حين تستشيط انت غضبا خاصة إذا كان عندك معيد هيكتبك غياب بعد 10 دقائق تأخير
ركاب ذلك الموعد الذي كنت فيه قليلون....أغلبهم سيدات وكبار في السن.....فأغلب الرجال في أعمالهم وليس من الطبيعي ان تجد من يبدأ يومه في الثانية عشرة

وصلت إلى وجهتي.....وملئت بالأسى حين علمت اني علي ان أتوجه إلى المكتب الرئيسي بالعتبة...فالمكاتب الفرعية ترسل أوراق وخطابات فقط....ولكنني اتصلت بالخط الساخن لخدمة العملاء بالأمس لأتأكد.....مايفيد شئ الآن

وكان علي الإختيار بين محاضرة الباكتريا ومكتب البريد.....فاخترت مكتب البريد...ولم تقلل ال"مشورة" من اصراري على استخدام البريد المصري.....بالعكس...قلت في نفسي يانا يانتوا!

عدت إلى المترو مرة أخرى...حبيبي المترو ده والله....وعند وصولي...اخذت أجوب في المحطة حتى أرى أي مخرج هو المخرج الصحيح...وللأمانة...لم أجد مكتب البريد في أي منهم...ولكنني قررت التوجه إلى مبنى الحماية المدنية ونبقى نشوف بعدين

كنت أسأل المارة كل خطوتين على مكان مكتب البريد.....وكانت الضوضاء في ميدان العتبة قاتلة.....كل بائع يسجل صوته ثم يترك نفسه ينادي في ذلك الشيء حتى لا يرهق صوته....وفي الميدان عشرات الباعة....حتى انني كدت أتمنى الصمم...ولماذا أتمنى؟ الانسان لا يتمنى ماقد تبعده عنه لحظات قليلة فقط... وصلت إلى مبنى يرمم....سألت بائعا أمامه فأخبرني أنه مكتب البريد...نعم....مكتب البريد الرئيسي لا يحمل لافتة

كل الأبواب مغلقة...هو النهاردة إيه؟ الإثنين...أجازة الحلاقين...أيوه يعني مادخل مكتب البريد بذلك؟ قررت دخول شارع جانبي لعلي أجد اية ملامح....وسبحان الله...طلع اسم الشارع "شارع البوسطة الجديدة"....ولم أفهم ماسر تسميتها بالبوسطة الجديدة مع إنها قدمت و بيرمموها

العجيب انني لم اجد بابا واحدا مفتوحا....ولكن سيارات البريد السريع جعلتني أواصل السير حتى وجدت مبنى مفتوح بعد مسافة 3 شوارع من الميدان.....سألت: "لو سمحت عايزة أبعت س دي لأبو ظبي"...رد رجل قائلا: الشارع اللي جاي يمين في يمين....

نعم...المكاتب تبعد عن بعضها شوارع! والله دون مبالغة. توجهت إلى ذلك المكان الذي اشار علي بالذهاب اليه: "لو سمحت عايزة أبعت س دي لأبو ظبي"...الدور اللي فوقينا..."لو سمحت عايزة أبعت س دي لأبو ظبي".....الشباك اللي جاي شمال...."لو سمحت عايزة أبعت س دي لأبو ظبي"....الأستاذ اللي قاعد هناك...."لو سمحت عايزة أبعت س دي لأبو ظبي".....اكثر من 8 مرات مثلا! حتى وصلت إلى رجل بشوش: "لو سمحت عايزة أبعت س دي لأبو ظبي"...."وماله...نبعت...بس كده؟"....انبسط وجهي وأشرقت ملامحي.....سألني الرجل: ده عليه فرح؟....فنفيت وقلت له لأ صور....صور إيه؟ مناظر طبيعية....دي فلوس اللي في العلبة؟ أيوه....10 دولار...لأ حضرتك ممنوع نحط فلوس في الظرف....طيب أعمل إيه؟....حوالة بريدية وهاتي الوصل نحطه مع السي دي

نزلت ماصعدت....ورجعت ماذهبت ...وبدأت رحلتي في الطواف حول مكتب البريد ولا كأنه الكعبة! وتجاهلني الموظفين بشكل غريب ....وبعد رحلة حول مبان وشوارع...علمت بأن الحوالات البريدية داخلية فقط.....لا ترسل إلى خارج البلاد

لم ار أمامي سوى كشك مكتوب عليه" امتلك يابن آدم من الدنيا ماشئت....فسيأتي يوم وتعود كما جئت"...وها أنا اعود كما جئت ومن حيث جئت....وقفت أتأمل السماء قليلا.....حتى لا اصعد للرجل البشوش فيحدث أحد شيئين.....إما ان أفقد أعصابي و "أتعصب عليه"....أو "أعيطله" وفي الحالتين لا ذنب له

هو أنا عليَّ بـإيه من ده كله؟ أنا هاروح أشحن في حتة تانية......لأ....مش هتنازل عن حقي بـسهولة كده...ولا اعلم ما السهولة في كده...وإذا سألتني كم اتسغرقني ذلك فسأجيبك لا اعلم......فوسط كل هؤلاء اللامبالين لم أستطع ان أقاوم عدوى اللامبالاه...نعم...بعض المشاعر تعدي وتنتقل بين الأشخاص مثل الخوف واللامبالاه والجبن والقلق

عدت إلى الرجل مرة أخرى....قال لي: إيه؟ طلع مفيش حوالة لأبوظبي؟ هززت رأسي بالايجاب....فرد قائلا: ماهو عندهم حق...يعني ياخدوا فلوس من اللي معندوش يدوا للي على قلبه اد كده؟....رددت: طب واللي له مصلحة هناك يعمل إيه؟أنا هشحن السي دي.....والفلوس هوديها البنك...رغم علمي بأنني إذا أردت تحويل هذا المبلغ في "ويسترن يونيون" مثلا...سأدفع حوالي 4 أضعافه كرسوم

قال الرجل: اكتبي اسمك وعنوانك وعنوان المرسل اليه وعنوانه.....كتبت البيانات المطلوبة فنظر إلي: "مسابقة تصوير؟ إنتي خريجة فنون تطبيقية؟" قلت لا....طالبة صيدلة...سألني وما دخل الصيدلة بالتصوير...أجبت بأنها هواية....وان هذه أعمالي التي أشارك بهـا وان ال10 دولارات كانت رسوم الاشتراك....
نظر الرجل إلى أحد الموجودين بالمكتب قائلا: "أستاذ محمود....احنا ماشفناهاش....والمصنفات كمان مشفتهاش"...هز الأستاذ محمود رأسه موافقا...ثم التفت الرجل مرة أخرى لي قائلا: "مروة...احنا ماشفناهاش".....ضحكت ووافقت...فقد لا أجد من يقبل ارسال مثل هذا المبلغ الصغير......

قام الرجل بوزن الظرف فوجد وزنه 90 جراما.....تذكرت مندوب خدمة العملاء الذي سألني كم وزن السي دي ....قلت له جرامات لا تصل إلى المائة...فرد: "يعني أقل من نصف كيلو؟"....فلم اعرف بما أجيبه

تسلمت الإيصال....وعلمت ان الظرف سيصل في حوالي 3 أيام.....انصرفت شاكرة الرجل الذي قال: "إن شاء الله هتكسبي يا مروة (وكان يكثر من استخدام اسمي وكأنه يعرفني)....بس ابقي هاتيلي حاجة حلوة"...فرددت قائلة: "أيوه طبعا إن شاء الله"...فقال: "يا سلام؟"....فرددت ضاحكة: "هتشوف" ....فقال:"هنشوف"...وأشهد الله أنني انتويت ذلك فعلا.....فلم أر أحد في ذلك المكان اللعين الذي يمتد مسافة شوارع يود المساعدة كهذا الرجل...ولم ابن انطباعي هذا على مساعدته لي فقط......بل على مساعدة وحسن معاملة كل من جاء

لم أكتب هذه المقالة حتى أنفر الناس من هيئة البريد والهيئات الحكومية عامة.....لأنى على قناعة على أننا مشتركون في الجريمة بسكوتنا (لقد قررت ان أتقدم بشكوى في خدمة العملاء و تلك المرأة التي تركتني دون رد حتى تنتهي من وجبة الافطار)...وأننا "بنستسهل" ونلجأ إلى شركات القطاع الخاص ونتنازل عن حقوقنا......وأرى ان من يتنازل عن حقه يتساوى في الخطأ مع من سلبه حقه

كتبت هذه المقالة لأنني انصرفت ادعو لهذا الرجل بصدق ....وما زلت ادعو له حتى لحظتي هذه....."اعمل خير وارميه في البحر" فلا تعلم من يذكرك بالخير بعدها أو يدعو لك....وكم من عمل صغير تفعله وسط مكان فاسد فيبقى لك رغم اعتقادك انه لا يؤثر....وكم من قول قلته يؤثر في أشخاص كثيرين رغم عدم اكتراثك لذلك

المفاجأة.....وصلت وحضرت محاضرة الباكتريا :)

Saturday, March 12, 2011

الرضا والشكر

يوم طويل....كنت أعلم انني في حاجة إلى بعض من طقوس الصحة النفسية كأي إنسان ...يحتاج إلى بعض منها كي لا يتحول إلى آلة متحركة.....وكنت قد عاهدت نفسي على ان أحاول قدر جهدي الحفاظ عليها وعلى ان أضعها في المقدمة....ورغم أني تربيت من صغري على الوفاء بالعهد وان أقف لكلمتي حتى أقصى ماأستطيع ودائما رأيت أمي تفعل ذلك...إلا أنني في كثير من الأوقات لا أكون عند حسن ظن نفسي....ولا افي بعهودي معهـا رغم أنها تحملت ماأفعله بها طوال 21 عاما....وأكره الذي لا يفي بعهده ولا يقدر من يتحمله حتى أنني اصبحت ارفض التعامل مع هذا النوع من البشر لأنني سئمت منه تماما وأتمنى ان يختفي من على وجه الأرض....ولكنني كباقي البشر أخطئ وأفعل ماأكره....لهذا أدركت ان خطئي السابق كان في عدم التماس العذر لهؤلاء وإن كانوا لا يستحقونه في كل الأوقات

لم أكن أخطط لذلك اليوم ان يكون كذلك.....ففي أيام الصحة النفسية أنا لا أخطط.....يكون كما يكون.....يستغرق كما يستغرق....وقد يستغرق ذلك ساعات....أو أيام.....أو قد يستغرق أكثر وحينها غالبا لا أعطي نفسي الوقت الكافي فأعود مرة أخرى لنفس الوضع الذي لا أحبه

ورغم انني أتغير وأتحول بسرعة كبيرة ....لا أعلم ماسر محاولاتي الدائمة في تصنيف نفسي بالصفات أو غير ذلك....ولم أنجح أبدا في ذلك التصنيف.....فأنا لا أعلم إذا كنت عاطفية ام عملية.....ولا أعلم إذا كنت عاقلة ام مجنونة....ولا أعلم إذا كنت خيالية ام واقعية....ولا إذا كنت حاسمة ام غير ذلك....
قد يرجع ذلك لأنني "مش عارفة نفسي" مثلا.....وقد يرجع ذلك انني لا انتمي لأي من تلك الصفات....أو لأنني "بحالات"...أو يمكن مثلا أنا كائن فضائي....ومش بعيد أطلع أنا "ستيج"

لم أتوصل الا إجابة مريحة في فقرة التصنيفات....لهذا قررت ان أنتقل إلى الفقرة التالية....وهي فقرة مفضلة وغالبا ماتنتهي برضا يعيد الصحة النفسية....التفكير في كيف يسير الله الأمور....ويحدث ماقد تراه انت صدفة فيكون سببا في تغير جذري في حياتك أو يكون جزءا كبيرا من حياتك بعد ذلك......فمثلا....لولا انني تعرضت لحادث سرقة في 2008 سرقت فيه كاميرتي القديمة....لم أكن لأشتري واحدة جديدة.....ولولا ذلك لاختلفت حياتي

لم أكن أعلم حين قابلت تلك الفتاه بالصدفة ....ولم أكن أذكر حتى اسمها رغم انني اتمتع بذاكرة قوية (قول ما شاء الله...مش عايزين حسد) لأنها لم تكن تعنيني وكنت أصفها عند الحاجة بالبنت الهادية صاحبة رضوى......لم أكن أعلم انها في يوم من الأيام ستصبح من أعز صديقاتي ولا ان اكتشف إنها مش هادية خالص!

في كل مرة أفكر فيها كذلك...أشعر بقلة علم الإنسان....وعظمة تقدير الله....وأنني دائما في ايد أمينة...فلن يقدر الله لي إلا خيرا....وأتذكر الأغنية القائلة "ونخاف من بكرة ليه....من عارف بكرة إيه"....وأشعر كم أنا في نعمة وهي أن جعلني الله أصل لحالة الرضا ببعض من التفكير.....أصل الرضا ده نعمة...ولا يوازيها أي شيء اخر
ي
قد يملك الإنسان الكثير....ولكنه دائم التسخط....يشعر أنه يستحق المزيد.....وغالبا ماتجده دائم الوقوع في المشكلات وفاشل في علاقاته الاجتماعية حتى لو كان الآخرين "قايدين صوابعهم العشرة شمع" لجنابه....ونادرا مايشكر الآخرين...وقد يكون ذلك سر اقترن شكر الناس بـشكر الله في الحديث "من لم يشكر الناس لم يشكر الله"....عديم الرضا يشعر انه لا يوجد مايشكر الله عليه.....أو يكون دائما مشغول بالتسخط عن الشكر....وينعكس ذلك مع الناس ايضا

وقد يكون الإنسان فردا عاديا.....ليس بالضرورة ان يكون أكثر الناس مالا.....ولا أذكى الناس....ولا صاحب أفضل وظيفة....ولا متزوج من أفضل شخص في العالم......ولكنه يملك مايجعله أكثر سعادة من كل السابقين....يملك الرضا...فيشعر أنه أفضل أهل الأرض حالا...فترى بسمة من أحد أبنائه.....أو يوما يقضيه مع أسرته....أو كلمة شكر يسمعها ممن لم يتوقع منه شكرا.....أو نجاح بسيط في عمله.....أو خدمة يؤديها له أحدهم تجعله في أسعد حالاته....تخيل كم مرة في اليوم يشعر فيها ذلك الإنسان أنه في أسعد حالاته؟

تأصلت عندي قناعة في ان السعادة تكمن في الرضا.....وصارت عقيدة....ان من يحاول الرضا يعاونه الله على ذلك حتى يرضى الفرد.....و من يرضي الله....يرضه الله....كانت جدتي رحمها الله تقول ذلك: "اللي يرضى ربنا..يرضيه, واللي يرضى..ربنا يرضيه" (الضاد مشددة).

و عاهدت نفسي -عن عقيدة- ان أنظر فيما حولي نظرة ايجابية تعينني ان أرى حسن تقدير الله في توزيع الرزق....حسن اختيار الظروف لي....وحسن تقديره في تعليمي....وقدراتي العقلية....وخلقه لي بهذه الهيئة وهذا العقل...ووضعي في هذه البيئة التي أرى أنها تستحق ان يحسدني الناس عليها...فلا أعتقد ان أحدا رزق مارزقت في أسرتي أو اخوتي....ووالله لم أتمن أبدا أفضل من ذلك.....أو ان أحدا رزق مثلما رزقت بناس من حولي يساندونني في كل خطوة.....وإن كان ظهر من بعضهم سوء....فأثبتت الأيام ان "صوابعك مش زي بعضها" (أحب البلاغة في هذا المثل....فالأصابع تماما كالأشخاص....تتشابه ولكن لا تتطابق)...وانه كما كان من بعضهم قلة تقدير وعدم مسئولية.....كان من أغلبهم اخلاصا ومساندة في أوقات الحاجة لم أكن اتوقعها....وانطلاقا من "من لم يشكر الناس لم يشكر الله".....أريد ان اشكر الناس على كونهم من كانوا....وأريد ان أشكر الله على مارزقني

الشكر اللي في الآخر ده لكل واحد عمل أي حاجة عشاني مهما كان شايفها بسيطة ....بس للأسف الأسماء محدودة

Friday, February 11, 2011

تاريخ ميلادي الجديد

لم أكن أصدق نفسي حين جاءت أختي كالمجنونة تقفز وتهلل: مشي!!! مشي!!! حتى خرجت من غرفتي مسرعة وسمعت بـعيني وقرأت بـأذني واختلطت حواسي بـبعضها وشعرت بما لم اشعر به من قبل ....فانطلقت الزغاريد وأخذ الجميع يحضن بعضه البعض وامتلأت سلالم عمارتنا بـجميع أفراد العائلة من المهنئين....نعم إنها اللحظة المرتقبة....عاشت ثورة 25 يناير المجيدة....سقط النظام وتحققت ارادة الشعب وصدق الله فحقق نصره ونصر الحقوتذكرت قوله في الحديث القدسي: "وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين"...فما حجب الله عنا نصره كثيرا!


اتذكر أحد الأصدقاء الكنديين حين قال ان ماوتسي تونج ظل يحارب في الصين 20 عاما حتى يتحقق النصر ورأى هو ان الثورة المصرية لن تأخذ حتى 20 أسبوعا لتتحقق أهدافها....ولكن المذهل انها حتى لم تأخذ 20 يوما حتى كللت بالنصر


"النهاردة ممكن أقبل العزاء في الشهداء"....أحد الكلمات التي قراءتها وشعرت بها
....وكنت على قناعة ان الله لن يضيع حق هؤلاء..حتى وإن كان بعض من لا يعملون عقولهم ضد هؤلاء....(وسيريهم التاريخ ان من قاموا بالثورة هم أشرف من جاء في تاريخ مصر الحديث وان من تمسكوا به هو أقذر من جاء في تاريخ مصر القديم و الحديث وسيجعله الله عبرة )


اليوم هو تاريخ ميلادي الجديد.....خرجت محتفلة مع أسرتي نرفع الأعلام ونرفع الأكف خارج السيارات علامة للنصر.....ونرفعها إلى الجبين تحية وتقديرا للجيش الذي أحيا الأمل فينا....ونصيح كالمجانين: الجيش والشعب إيد واحدة ....وهم يردون التحية في سعادة وسط الصوت الات التنبيه التي تعالت ولا كأنها زفة عروسة


اليوم هو تاريخ ميلادي الجديد ...الآن استطيع ان احلم بـغد أفضل.....ان افخر بـمصريتي....ان افخر بـانتمائي لهذا الجيل....ان افخر بأني تربيت على أرض هذا الوطن.....ان أعمل بـجد وأنا على يقين أنني سأرى ثمرة عملي....ان اكون حرة....دون من يحجر على فكري أو يقيد رأيي


اليوم هو تاريخ ميلادي الجديد.....فأنا
الآن ابنة لدولة محترمة.....تقام فيها انتخابات.....سيكون لها دستور جديد....لا يحكمها ديكتاتور كأنها عزبة أبوه....أستطيع ان أتفوق وأكون فخرا لبلد أرى التقدير في عيون أبنائه دون الحاجة لأن اتملق أحدا


اليوم هو تاريخ ميلادي الجديد......أستطيع ان أتخيل بلادي ضمن افضل دول العالم في ظرف 20 عاما......أستطيع ان أتخيل أولادي وأنا أربيهم على قول الحق دون ان أخشى عليهم قهرا....


اليوم هو تاريخ ميلادي الجديد.....صفحتي بيضاء....أراقب مااملأها به بعناية....فأنا أريدها صفحة مشرفة.....تكون فخرا لذلك الوطن الذي أعاهد الله على الحفاظ عليه....كم اشعر الآن انه غال!


اليوم هو تاريخ ميلادي الجديد.....لن أكسر قانونا....لن استغل سلطة أو معارف لمصالح شخصية.....لن اتكاسل عن خدمة الوطن....لن أترك خائنا ولا فاسدا إلا وأعمل على محاسبته.....لن أدفع رشوة ولا حتى في المرور.....سأشتري المنتج المصري حتى وإن كانت جودة الأجنبي أفضل...سأحافظ على لغتي العربية وهويتي.....سأعمل على تنمية الثقافة لدي ولدى من حولي.....سأتفوق في مجالي واتفانى في عملي...سأرتقي بنفسي وسأكون صورة مشرفة للمصريين... سأكون فخرا لهذا الوطن....والله سأكون فخرا لهذا الوطن



بحبك يا مصر :)

Thursday, February 10, 2011

الرجولة أدب مش هز كتاف


رغم تفاؤلي الشديد الذي عرفت به طول حياتي الا انني لا أنكر ان كثيرا من نوبات اليأس قد انتابتني تجاه حال هذا البلد في السنوات السابقة...أنا لن أتحدث عن البطالة والفقر والأمية .....ولكن ساتحدث عن الطبقة المثقفة....عن الصفوة ....التي هي عماد أي أمة...والمسئول الأول والاوحد عما تصل اليه

لن أتحدث عن الحالة اليائسة التي وصل اليها جميع المثقفين....وثقافة "مفيش أمل" التي سيطرت على الجميع....ولكن سأتحدث عن انتشار الجهل بين غير الجهلة.....فهم اكثر الناس نشرا للإشاعات ....عندك مثلا اشاعة "أصل سبكترا المعادي قفل عشان بيقدم لحم حمير"....طب والفرع التاني مقفلش ليه؟

أو اشاعة ان كراسي السينما امتلأت بدبابيس ملوثة بـفيروس الايدز ومكتوب على الدبوس "اهلا بيك في عالم الايدز"....وما المصلحة في ذلك؟ هل هذا منطقي؟

ناهيك عن انعدام الواعي بـكل شيء.....وعدم الاهتمام بـأمور من حولهم.....فـالمتعلم من دول لا يعلم من هو وزير الداخلية ولا من هو وزير الخارجية....وإن لم يكن مبارك قابع على صدورنا منذ ولادة ذلك المثقف....لم يكن ليعرفه

ده مش وقت تقطيم......عارفة.....بس ربنا ادانا بريق أمل......ادانا فرصة للتغير ...إزاي نضيعها؟

لا زالت كلمات والدي ترن في أذني: "أنا كل شوية أفتكر إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم....كل ماآجي أعمل حاجة غلط أقول لأ....أنا مش هعملها عشان ربنا ميمنعش عننا التغيير.....مش عايز أبقى أنا السبب اللي ربنا يمنع بيه عننا التغيير....أصل التغيير ده نعمة كبيرة قوي والله....ولازم نبقى نستاهلها عشان ربنا يديهالنا....وأهو ربنا فتحلنا الباب وشفنا الأمل.....ماينفعش نضيعه بقى!!"

والشهادة لله.....مارأيت تغيرا في سلوك شعب كالذي رأيته في هؤلاء المتواجدين في التحرير......لم أرى تسامحا أو ايثارا أو تحملا للمسئولية أو تضحية وتفاني كالذي رأيته في هؤلاء الناس

الست اللي كانت بتتخانق مع باقي الستات في المترو على المكان الفاضي عشان تقعد هي راحت تمر بـكراتين العصير على المتواجدين حتى تروي ظمأهم.....وهي التي كانت تفرش ماتجد معها على الأرض حتى لا تلمس الجباه الطاهرة أسفلت الشارع ....وهي التي كانت تبكي قائلة: ربنا يحفظكم يا ولادي

وذلك الشاب السخيف الذي قضى أغلب حياته في المعاكسة وكتابة الالفاظ القذرة على الاسوار وكانت تظهر أنانيته في اختراقه لأي طابور .....هو نفسه الذي كان ينظم المارة....ويحترم طابور التفتيش وهو الذي كان يدعو بالنصر....ويبدأ بالصلاة على وقتها....وهو الذي يفضل الغير على نفسه حتى انه يظل واقفا في المقدمة وقت الضرب حتى لا يصاب غيره بـأذى...وهو الذي يحث الآخرين ممن طفح بهم الكيل على عدم الشتيمة قائلا: "احنا نقله يمشي آه....انما نشتم لأ....احنا أحسن منهم....ده مهما كان راجل كبير "

لن انفي وجود الذين جاءوا ليكونوا "في الهيصة".....أو الذين جاءوا ليستكشفوا ذلك المشهد الذي لم نشهده من قبل....أو ليزوروا مولد سيدي التحرير كما قال احدهم ....ولكن الاغلبية ظهرت عليها ملامح التغيير....والتغيير الحق

السؤال بقى......هل يظل رَجل التحرير رجلا خارج التحرير؟

إذا كنا لا نريد اضاعة دم الشهداء والجرحى.....ليس علينا فقط ان نصمد على مطالب الثورة ولكن ان نصمد على أخلاق الثورة.....الثورة ليست شعارات وكلام يردده الكثيرون ....أو صورة تغيرها على فيس بوك أو كلاما تكتبه....أو رأيا تتمسك به امام الاخرين - وقد تكون انت اصلا أحد الذين يرددون الكلام كالبغبغانات على غير فهم وقناعة- و أحلام واماني ترسمها لغد أفضل ظهرت أول خطوطها مع شروق الشمس الثورة

أرجوك تمسك بـخلق الثورة....وإن لم تكن في التحرير.....وإن لم تكن مع التحرير....وإن لم تكن تهتم بالتحرير

ارجوك لا تكن السحابة التي تحجب شعاع الأمل في التغيير عن الغير ....يمكن يكون ربنا مؤخر النصر قليلا حتى نتغير من الداخل ونستحق التغيير من الخارج....أو حتى نستطيع حمل الأمانة الثقيلة التي ضحى الكثيرون لأجلها فلا نأتي ونضيعها نحن

ارجوك ابدأ بـنفسك وبـ غيرك....إذا كنت مختلف مع غيرك عن طريقة التغيير في المظاهرات ....فلا تختلف مع نفسك على طريقة التغيير في الأخلاق

حتى لا تكون الثورة والتغيير كلاما يتشدق به من لم يبذل كل غال ليحياها .......

إذا كنت لا تستطيع ان تكون معهم لأي سبب خارج عن ارادتك .....لقد حان الوقت لتكون معهم بـسلوكك

"إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

كما كنت رجلا في الثورة......كن رجلا خارج الثورة

الرجولة أدب مش هز كتاف....الرجولة اخلاق مش شعارات......الرجولة أفعال مش كلمات

Thursday, January 13, 2011

ذا تاون أند أي...كلمني عربي وحياة ابوك

كعادتي أيام الامتحانات.....وغير الامتحانات ...استيقظت فوجدت نفسي وحدي بالمنزل أو.."هوم الون"...فـأنا الكائن العاطل الوحيد بـهذا المكان.......فلا أعتبر الدراسة عملا وإنتاجا....لأن المستفيد الأول والاخير - ده لو كان في مستفيدين أصلا -هو أنا....


وكالعادة....وجدت القطة الصغيرة تنتظرني أمام باب غرفتي....حتى تمسك بمخالبها الصغيرة في طرف ملابسي وتضربني على قدمي....وأنا في الغالب لا أرى لونها الأبيض على الأرضية البيضاء خاصةً وأنني اتمتع بـقصر نظر واضح جدا....فأعتبرها أحيانا جزء من السيراميك


جرس الباب......على فكرة أنا مش هفتح....ماما قالتلي متفتحيش لحد متعرفيهوش.....الجرس لا يتوقف ....إنهم "بتوع الغاز"....فتحت الباب...."حضرتك احنا عايزين نركب ...(شيء لم أفهم كينونته فـلا داعي لأن أحاول ان أتذكر ماهو....فأنا لا أذكر مالا أفهم)....دخل العامل.....10 دقائق داخل خارج .....وانا اقف لأرى ماذا يفعل.....الباب مفتوح....القطة هتخرج...أنا مبعرفش اشيلها......أجل....إذا كنت تعرفني جيدا أو لا تعرفني جيدا فـحتما انت تعلم أنني أكره القطط جميعها وقطة أخي على وجه الخصوص...واقصى تعاملي معها هو ان "ارش" القليل من الماء على وجهها حتى تذهب بعيدا


تمنيت ان تخرج....ولكنني كنت على علم انها ستعود مجددا.....فـكثيرا مانتمنى ان تذهب شخصيات أو أشياء من حياتنا....ونقنع نفسنا انها ذهبت ونحن على يقين "إنها راجعة تاني تقرفنا"....لذلك فـقد يئست من محاولات "تطفيش" القطة.....وقررت أكبر دماغي واسيبها تعيش في سلام .....لكن محاولة منعها من الخروج كانت الأصعب.....فـأخذت أحاول ان "اهشها" بـرجلي....فـأصبحت النظر بـعين على القطة وعين على عامل الغاز


ولكن كوني أنظر إليه بـعين واحدة لم يمنعني من ممارسة نشاطي الطبيعي ...ولمحت هذه الكلمة على ظهر "العفريتة" التي كان يرتديها"تاون جاس"....نعم؟ تاون إيه؟ الشركة المصرية للغاز اتمدنت وبقى اسمها تاون جاس؟


بـصراحة..."حزت في نفسيتي أوي".....لم ألمح هذه الكلمة التي لا أقتنع حتى الآن أنها يمكن ان تكون اسما لشركة وطنية طوال الأسبوعين اللي كانوا بيجوا فيهم كل يوم و مبينجزوش حاجة....كعادة باقي الشركات الوطنية...التي لا تحمل أسماء أجنبية...ثم عاودت التفكير مرة أخرى..."طب وفيها إيه؟...ما اذاعة الشباب والرياضة بقى اسمها جول اف ام.....وقناة النيل للأسرة والطفل بقى اسمها نايل فاميلي....وجمعيات الأهرام الاستهلاكية بقى اسمها فاميلي ماركت....يعني هي جت على تاون جاس؟"


لماذا عندما نذهب إلى أي مطعم أو كافيه بنعمل أردر....مش طلب(وتعمدت كتابة الكلمات الانجليزية بـحروف عربية لأرى مدى قبحها....وأعيد النظر في كتابة الكلمات بـغير حروفها....مثلما أفعل وأكتب كلمة عربية بـحروف انجليزية ).....لماذا يسألك "الوايتر"....عما إذا كنت تريد"بكلز" على السندويش ....وبينطقها غلط....ولو مسمعتش وقلتله نعم؟ هيقولك "بكلز" حضرتك....يعني مخلل....وانا مستنيك تترجملي يا نجم؟ ماتقول من الأول بالعربي....كلمني عربي وحياة ابوك!


...."سموكينج ولا نن سموكينج؟"......"اكسترا تشيز"...."اكسترا شوكليت"......"حضرتك عملت كنفرمشون عالرزرفشن ولا لأ؟...."فرست كلاس"...."التلاجة دي نو فروست"......."شادين الهاند براكيس...."ميت باللز"...يعني كرات لحمة....ماتقول كفتة يعني....لازم التناكة؟


أنا لا أرى أي سبب يجعلنا نتحمل هذه السخافات......أنا لن ارضى ان يتربى أولادي في مثل هذه الثقافة المتخلفة المليئة بـعقد النقص....فـالذي يتحدث لغته هو "أولد فاشوند" ومتخلف ......


هل الطبيعي ان يتحدث الإنسان العديد من اللغات؟.....يكفيني فخرا ان أجيد لغتي.....أمال ربنا خلقنا مختلفين ليه؟


حينما تصبح الشركات الوطنية تحمل أسماء غير وطنية....وحينما يصبح أبناء الوطن يتحدثون بـغير لغة الوطن ....حينها لا يصبح الوطن وطنا


دعوة للحفاظ على وطنيتنا....فـهذا في رأيي مفهوم اخر للوطنية......ليس الوطني من ينادي بـاستقلال بلاده السياسي والاقتصادي فحسب...ولكن الوطني من ينادي بالاستقلال الفكري ...والاستقلال الفكري يبدأ بـالاستقلال اللغوي والثقافي


أنا مش لازم أطلع في مظاهرة عشان أبقى وطنية ...ومش لازم احرق أعلام ولا اردد شعارات قد لا أفهمها لقصوري في لغتي ....ان أحافظ على لغتي هي وطنيتي في هذه المرحلة


وعهد عليَّ ان أحاول قدر مااستطعت ان أحافظ على كلامي وان اطلب من كل من أراه" كلمني عربي وحياة أبوك"