Pages

Wednesday, October 27, 2010

الحدق يفهم

ضاقت فلما استحكمت حلقتها فرجت ….وكنت اظنها لا تفرج"......شعاري منذ أكثر من أسبوع ملطشة فيه قوي معايا.....ورغم اني اعتدت مراعاة الترتيب في حياتي إلا انني لا أستطيع اعادة ترتيب الجملة …..فـأنا حاليا أعيش في الشق الثاني منها ولكني اتمتع بالأمل.....وانتظر الفرج....

لست من أنصار حقوق المرأة لهذا من السهل إقناعي ان البيت هو المكان المناسب للبنت.....وهذا مايحاول المجتمع الذي تمنعني تربيتي من ان أجد كلمة مناسبة لوصف المعاملة التي ألقاها منه في الفترة الأخيرة...والتي دفعتني في التفكير في اخذ قرار لم أكن لأفكر فيه أبدا وهو: أنا عايزة أقعد في البيت.....أنا مش نازلة تاني ابدا....حتى ولو بـغرض التعليم.....إن شاء الله عني مااتعلمت....اصون كرامتي …..وأحافظ على احترامي....حتى على الأقَل امام نفسي ….ولكني سرعان ماتراجعت وشعرت ان ذلك هروب من الأمر الواقع ….واستسلام لإختفاء الرجولة من المجتمع وانا كده هابقى زيهم وهاقع من أول خبطة.....لو ماكانش فيهم راجل فأنا هكون الراجل ده

ومن الواضح انني طالما عبرت عن عدم كوني من أنصار حقوق المراة فـبالتالي أنا لا أكن عداء للرجال ولكني أريد بعضا من الاحترام الذي طالما اعتقدت أنه حق يكفل لكل مواطن بعيدا ان انني بدأت أشك في الكثير من معتقداتي....فـمجتش على ده…..وعلمتني الحياة ان اكون واقعية …لهذا أنا لا اطلب ان أعامل معاملة الأميرات...ولا حتى معاملة تليق ببنت في مجتمع شرقي تحكمه تقاليد (مش متأكدة من المعلومة دي.....يرجى الرجوع للمصدر( ويرتبط بتعاليم دين يقوم أساسه على حسن الخلق والأدب في المعاملة ( و الارتباط ده غالبا اتفك).....لهذا كل ماأريده هو القليل....ولا أكثر من القليل من الاحترام ….ده إن ماكانش فيها اساءة أدب يعني



قد لا يجد القارئ أي علاقة بين ماسبق وبين مايلي.....ولكن الحدق هيفهم

يوم عادي....الكلية....الزحمة....الساعة 3 إلا عشرة …..يتحقق حلمي في الوصول للمصعد .... وإذا كنت طالب عندنا.....هتعرف إن ده مطلب قومي صعب المنال.....وعليك ان تصعد إلى الدور السابع أو السادس على رجلك.....وتتكتب غياب إذا تأخرت عشرة دقائق ...مشكلتك….وإذا اتكتبت غياب 3 مرات تحرم من الامتحان....مشكلتك برضه

داخل المصعد سعداء الحظ.....5 بنات وولدين وإذا كنت طالب في كليتنا برضه هتعرف إن نسبة البنات أكبر بـكثير من نسبة للأولاد....ولكن غالبا مايستخدم الأولاد المصعد والبنات السلم.....مش أكبر مشاكلنا....المهم....اكتشف ان ال 7 أفراد من دفعتي ( اللي معرفش فيها حد ( و إذا كنت طالب عندنا (آخر مرة بجد ( فـمن المؤكد انك على دراية بحالة المصعد وملم بـالتكنيك الشهير في التعامل معه بداية من أنه لا يقف في الدور الخامس...وان الباب مسدود بـخشبة سوداء قاتمة تسر الناظرين …إلى ان الباب يحتاج إلى مساعدة حين يفتح وأن الوقوف في الوسط ممنوع حتى لا يضطر المصعد إلى اصدار ذلك الصوت المزعج كناية عن الوزن الزائد حتى إذا كان في المصعد فرد واحد



المكان: لا استطيع تحديده بالضبط.....فهو بين الدور الثالث والرابع...يعني حاجة زي كده …..الزمان: الساعة 3 إلا عشرة....الحدث: لا أعلم.....ولكن المحيطين بي بدأوا في التذمر ….لقد توقف المصعد.....ولكن سرعان ماتحول التذمر إلى حالة من الوجوم.....فقد انطفأت الأنوار.....والسبب مجهول.....يمكن فصلوا الكهرباء؟ وارد...حصلت قبل كده بس احنا لسة في نص اليوم الدراسي.....يمكن الكهرباء انقطعت؟ لا أعتقد ذلك , فأحدهم كان يتتبع المارة في الخارج وكان فيه نور



لا أعلم لماذا كنت هادئة هدوء عجيب.....بس ماهو أصل أكيد حد هييجي يطلعنا......مهم مش هينسونا هنا.....ولا بد من ان يخرجنا أحد بـمجرد ان نعلم أحد من بالخارج اننا بالداخل



جلست على أرض و اخذت أتابع مايحدث حولي....

توقعت ان تبدأ البنات في الصراخ …..وبالفعل بدأ الصراخ والعويل ويالهوي وحد ييجي يطلعنا من هنا …..ولكن المصدر كان مختلفا.....فـقد كان المصدر هو "الرجلان" اللذان اكتشفت فيما بعد إن أنا وهم في معمل واحد!



وبدا النحس محلقا حولنا......فأنا لا اعرف أحدا حتى أكلمه عشان ييجي ينقذنا …..وكلما حاول أحد ان يتصل بصديق للمساعدة ….يلاقي الصديق ده مجاش أصلا! أصل الدفعة كلها خدها الوبا!

أخذ الوقت يمر....وبدأت جمل مثل: "احنا كده هنتخنق", "الدكتور هيطردنا" تظهر في المكان.....ولم تكن تلك أكبر مشاكلي حينها.....لانني كنت مذهولة من السلوك المحيط …..فالبنات كن هن من يحاول التصرف …وكن هن الهادئات اللاتي تحاولن ايقاف “الرجلان" عن السلوك الأخرق الذي كانوا يقومون به من قفز في الهواء ومحاولات عجيبة للعبث في المروحة....على أساس إنها هي دي اللي هتطلعنا......هي طاحونة هواء هترجعلنا الكهرباء في المكان؟؟ و ماكان أعظم هو انهم كن يحاولن اسكات "الرضع" اللي معانا عن العويل.....ولم استبعد حينها بكاء أحدهم أو إنه يكلم ماما تيجي تاخده



خرجنا بـسلام.....ولا أجد كلاما يعبر عن مابداخلي....ولا اجد كلاما يصف مدى ارتباط المقدمة بالنهاية......ولكن....الحدق يفهم.

Sunday, October 10, 2010

النفق

أنا لا أعرف لماذا أكتب هذا الكلام....فـبصراحة...وأنا في البداية لا أعلم عما اتحدث....ولكنني أريد ان أتكلموأحكي عن يوم في حياتي ...يوم مثل أي يوم....ولكني أحببت ان اتحدث عنه...قد تبدو بعض اللقطات به فلسفية....و أنا لا أحب الفلسفة....لهذا أعتذر عنها مقدما...وأطلب من القارئ ان يتحمل السطور القادمة من الأفكار غير المرتبة....يمكن يكون فيها سطر ينفعه....بيقولوا إن دي خبرات



الساعة الثانية ظهرا.... كانت الشمس مشرقة تبعث حرارتها على جميع أنحاء المحروسة رغم اعتدال الجو عادة في فصل الخريف....الفصل الذي أفضله رغم ظلم الناس له بوصفه بالكآبة دون التفكير في أنه أفضل فصل من حيث اعتدال الجو في مصر ....ناهيك عن إن فيه عيد ميلادي...ودي لوحدها بالدنيا


الأوبرا....حيث الماسورة المكسورة منذ أكثر من أسبوع ....والتي تم اصلاحها مع ترك حفرة للذكرى ...مما أدى إلى تعطيل حركة المرور حيث تضطر السيارة من دول أن "تفرمل" ثم "تحدف يمين" حتى تفادي الحفرة


وكما اعتدت ان أمارس عادت كمختلة عقليا....قررت ان اقضي الصباح وحدي...حفاظا على صحتي النفسية....وحفاظا على شعور الآخرين...عشان متجيش فيحد فيهم...


واتماما لجولة الصحة النفسية....قررت أن "ألف في الشوارع"....وقد ساعدني على ذلك وجود الحفرة...فـشكرا للمجاري....وشكرا للمواسير


و قال على رأي المثل ....مشوار الألف ميل يبدأ بـخطوة....تلك الخطوة التي بدأ بها مشواري من الأوبرا إلى الجامعة.....


إذا كنت تعرفني جيدا فـستعرف انني أحب مشي المسافة الطويلة.....واعشق شمس المنتصف....لهذا أستمتع بالمشي "الغير هادف" في مثل هذا التوقيت.....واستكمالا ل اختلالي العقلي ....اتجول ناظرة إلى الآخرين من المارة وما حولي من معالم وعلامات


لم تكن تلك المرة الأولى التي أمشي فيها على كوبري أكتوبر سيرا على الأقدام...ولكنها كانت مختلفة...


النيل بــلونه الأخضر الذي تتلألأ أشعة الشمس الحركة فوقه مع رائحة عوادم السيارات التي كان لها بريقا آخر في هذا المشهد الخالد....الذي أكملت جماله أصوات الات التنبيه...مع أغاني عبد الباسط حمودة...نجم الأغنية الشعبية, والتي انطلقت من المركبة الجميلة التي تحمل ماركة حلاوة


لم تكن تلك المرة الأولى أيضا التي أسير فيها مسافة طويلة وحدي....ولكنها كانت مختلفة....قد يرجع ذلك للضوضاء المنبعثة من داخلي....أو لأن نفسي زعلانة مني عشان مش باقعد معاها لدرجة إني بخاف أقعد معاها لوحدنا أحسن تستفرد بيا وتأنبني


واصلت السير ....وطالما احببت ان أمشي على الرصيف "اللي في النص"...حتى اشعر بالسيارة عن يميني وعن يساري وأرى ناحيتي الطريق ....وحتى لا يشاركني أحد الرصيف...خاصة وأنا أحمل حقيبتان....بداخل احدهما لاب توب ثقيل


ولكن سرعان ماكدرت لوحات الإعلانات صفو مسيرتي....فـكلما قابلتني احداهم...اضطرتني لأن أنحني لها....أو لأن أنزل عن رصيفي....فـعبرت الطريق إلى أحد الجانبين حفظا على سلاماتي


واصلت السير مرة أخرى....حتى وصلت إلى ذلك النفق الذي لا اعرف له اسما...وضاق بي الرصيف حتى صرت أمشي "أقدم قدما على قدم" حتى استطيع المشي.....وبين كل خطوتين يقف لي تاكسي.....رغم أني لم أطلب منهم الوقوف....وقد يعرف المخضرم في عالم التاكسي أن القاعدة الأساسية هي....اكرف التاكسي يجيلك....انده للتاكسي يشتمك


وكأي إنسان طبيعي....عاودت العبور إلى الرصيف اللي في النص مرة أخرى و تذكرت حينئذ ان الإنسان مابيعجبوش العجب....المهم....


داخل النفق....كان شعوري مختلفا.....شعور لم أعهده من قبل.....بدأ الظلام يسود المكان......وبدأ صوت مقطوعة البيانو التي كنت أسمعها في الخفوت حتى اختفى تماما.....وصرت لا أسمع إلا أصوات السيارات المسرعة....وقفت في مكاني لوهلة....و استشعرت الهواء من حولي.....أصل الحاجة ممكن تبقى موجودة فيكل حتة.....بس مابنحسش بيها إلا في أماكن محددة فقط...واوقات معينة....عدت لإستكمال السير....ولم أحاول الالتفات حولي هذه المرة...فـأنا وحدي في هذا المكان...وحتى لو في ناس....فهم مزيد من المجانين قرروا الإنضمام إلى في رحلتي عبر النفق....وكأن الطريق كحياة الإنسان....أجزاء منه بها شمس متلالأة....وأجزاء مظلمة كل نفق....عاملة إنها منورة مع إنها في الواقع مظلمة....أجزاء فيها ضوضاء....وأجزاء فيها صوت البيانو...وأجزاء لا تسمع فيها إلا مايريد القدر ان يسمعك إياه....حتى لو كنت تفعل كل شيء لتسمع ماتريد.....وأحيانا أخرى تكون فيها أصما....لا تسمع شيئا إلا صوتك الداخلي....الذي كثيرا مايكون مخطئا ولكنك تسير وراءه "زي الأهبل" حتى تقع في الحفرة التي كانت تحذرك الاصوات الضائعة من السقوط فيها....أجزاء حارة رغم وجود الهواء حولك....ولكنك لا تشعر به...وأجزاء باردة....رغم عدم وجود اختلاف


أنا لن اتحدث عن باقي رحلة....ولا على باقي اليوم....ولكن سأكتفي بأن أقول انني عدت للنور مرة أخرى بعد النفق....واستكملت الموسيقى التي أردت سماعها...ولكنني لن أنسى هذه الفقرة المظلمة من طريقي