Pages

Thursday, November 25, 2010

أشكال وألوان

لم يكن مشهد قرص الشمس وقت غروبه أبدا ضمن المشاهد المفضلة لدي...فـأنا لا أحب النهايات....خاصةً الحزينة منها ....حتى إذا كانت نهاية كاذبة....تخدع الناظر اليها وتعاود البدء مجددا بعد ساعات....ولا يكاد الإنسان يشعر بهـا كنهاية...حيث ان الوقت بينها وبين البداية الجديدة لا يذكر إذا قورن بما يحياه الإنسان ككل



ولكن لإختلاف ذلك المشهد عن النهاية المعتادة اعتبرته أحد المشاهد التي لا تنسى ......طريق لا ترى فيه سوى القليل من الشجيرات المتباعدة .....وسماء ملبدة بالغيوم.....تلمح فيها شعاعا أحمرا لا يكاد يرى لشدة ضعفه ....وفي خلال دقائق معدودة يظهر مصدره ... قرص الشمس... كاملا ...يملأ الأفق ....ثم يعاود الاختفاء مرة أخرى في ظرف دقائق.....ويظهر....ويختفي....ثم يعود ليظهر ويختفي مرة أخرى .....في وقت لا يذكر ....معركة يأبى كل طرف فيها الاستسلام لسيطرة الاخر.....فـكل من في هذا العالم يحاول الظهور بـشدة على حساب من حوله ويبقى البقاء للأكثر صبرا والأكثر اصرارا واحيانا الأكثر عددا ....لا للأكثر قوة....فلا أرى للسحب قوة على الشمس...ورغم ذلك...غالبا ماتغطي السحب الشمس وتمحي وجودها



لم أرى اختلافا كبيرا بين الكثير من الناس والشمس......يقف في مكانه....معتقدا أنه سيظل الأول.....فاتحا المجال لكل من يريد السبق ان يغطيه ويمحي وجوده.....



وقد دفعني ذلك للتفكر في الناس.....



فمنهم من يتحرك مع التيار...كأنه قارب خشبي تقذفه الرياح يمينا ويسارا....ثم يعود الحبل الذي يربطه بمرساه لجذبه في الاتجاه المعاكس لينسف ماقام بيه في الخطوة الأولى....وهو على أشد القناعة أنه يتحرك نحو هدفه....وانه يتمتع بالحرية




أو كالذي يهرب من مواجهة واقعه تماما كالصرصور..."نافش شنباته" ولكنه في الواقع ليس أكثر من كائن جبان....."يفعصه" المارة بأحذيتهم القذرة




أو كالغراب....يقدم الذكاء على القوة......فالغراب كائن يبغضه الكثيرون لقبحه....ولم يذكر قط ضمن الطيور القوية أو المفترسة.....ولكنه يتمتع بالصبر والذكاء.....يقف مكانه...حتى يهدأ الاخرون ...ثم ينتقي الوقت المناسب لاقتناص الهدف




وبعضهم كأبو قردان....يمشي في "تناكة"...ثم ينحني ليأكل الديدان من الأرض




ومنهم من هو "تلم" كالذبابة




ومنهم الكثير.....لا تشعر بوجودهم إلا وقت الشدة ....رغم انك لا تستطيع الحياة بدونهم....تماما كالنجم المضيء في السماء في حين ظلمة


ومنهم من يأبى ان تكون له فائدة....كرصيف عال ضيق في شارع لا تقربه السيارات...فالمشي عليه يرهقك أكثر مما يفيدك



أشكال وألوان!!

Sunday, November 7, 2010

"لنش كبير"

لا أعلم ماسر حبي في وسائل المواصلات ومتابعتها....ولكن التفسير الوحيد لذلك هو أن الشارع الحالي لا يحتوي إلا على المواصلات ولحبي الشديد لمتابعة "نبض الشارع"....أفكر في كل ماحولي واختلق روابط غير موجودة وقد تختلف باختلاف حالتي المزاجية والذهنية ....اعني انها قد تختلف قبل ذهابي إلى ال"مخروبة" وحين عودتي منها.....حيث ان تأثير ال"مخروبة" أقوى من أي مؤثر آخر



فـكوبري الجامعة يعد بالنسبة لي مسرحا لمختلف الأحداث ومصدرا للعديد من الأفكار والخواطر التي تملأني....وأحمد الله على هذه النعمة.....فـمن لا يفكر...لا يحيا حياة كاملة.....فهو يفتقد أحلى نعمة اعطاها الله إياها وكرمه بها عن الحيوانات ولا مؤاخذة



و لم أفهم قط لماذا يشبه الناس الإنسان المندفع بالقطار.....كنت أعتقد ان السبب في ذلك هو ان القطار له مسار محدد ولا يستوقفه من يقف في طريقه....لهذا حين تقدم بينا الزمن ورأينا الأتوبيس يحذو حذو صديقه القطار....اصبح الكثيرون يرون المندفع أتوبيس....وليس قطار



في حين أرى أنا المندفع مركبا بخاريا.....أو يعني بالبلدي لنش....فالمتشابهات بينهما كثيرة



فال "لنش" دائما مسرع....لا ينظر لما حوله ....ولا يكترث بمن حوله....ولا إذا كانوا ثابتين....متحركين.....عايشين ولا ميتين....صاحيين ولا نايمين....هو كما هو....لا يرى سوى نفسه



دائم النظر لما أمامه فقط....لا يرى سوى زاوية واحدة للأمور....غبي....قد تكون أمامه زوايا أخرى....وطرق أبسط....وحلول أسهل.....ولكنه لا يرى سوى مايراه الطريق الصحيح



يجري كالثور الأخرق.....يفرق الجموع يهد الماء هدا...ويعكر صفوه...ويصدر اصواتا عالية يسمعها كل من حوله... وهو على قناعة أنه "مفيش زيه" وأنه البطل....وأنه يحسن الصنع رغم ان مايهده سرعان مايعود لبنائه الطبيعي....وما يعكر صفوه يرجع لهدوءه....وما يسمعه من حوله سرعان مايختفي....ويعود المكان كأن لم يمر فيه أحد..... لا يترك أثرا يذكر رغم قناعاته الشخصية بقوة مايفعل....ورغم قدرته على خداع بعض الناس بأنه "جامد" ولكن...سرعان مايظهر عكس ذلك....أصل مش كل كتكوت يتقاله يا كتكت



وفي النهاية.....لا أجد ماأقوله سوى أنني لا أحب "اللانشات".....ولن أكون منهم إن شاء الله