Pages

Thursday, April 15, 2010

لو كنت رجلا

لم اكن أتمنى ان أكون رجلا قط .... ولطالما احببت كوني فتاة...رغم اعتراضي الكامل على "المساوة بين الرَجل والمرأة" واعتقادي بـأن "الست ست...والراجل راجل" ولو كانا متساويين لخلقنا الله كذلك...ولكنني لم اشعر بالنقص ...إنني اتمتع بما قد لا يتمتع به الرجال....وأفعل كل ماأريد....عدا السفر

ولطالما سمعت جمل الحقد التي تنتشر في "عالم البنات" مثل: "يا بخت الولاد!" و"كان نفسي اكون ولد"....وغالبا ماتكون هذه الجمل لأسباب تافهة ... فقد أشفق على من يؤدي تعرضهن للظلم من أزواجهن مثلا إلى هذا الشعور ...أو من تستضعف فتكون هذه النتيجة

ولكنني بدأت اشعر بـهذا في بعض اللحظات.....مواقف شعرت فيها بالعجز عن التصرف كما يملي عليَّ ضميري لمجرد كوني أنثى.... لا أدري إذا كانت تلك "حجة البليد" ام انها الحقيقة...التي لم أدركها الا عند تراجع قيمة الرجولة عند بعض الرجال في مجتمع لا تتضح له معالم واضحة أو توجهات صريحة....فهو محافظ لا محافظ, وهو شرقي لا شرقي, وغربي لا غربي, و هو العربي الذي يتنصل من عروبته ويتجرد من اسلاميته ومن أصوله التي كانت ترسم ملامحه الأساسية وصار يقطع أوصال كل ماهو قديم....


في تلك المواقف تمنيت ان اكون رجلا ولو للحظة واحدة....أو ان أجد وسيلة أعترض بها وأبرر بيها عجزي عن التصرف


لو كنت رجلا...... لما تركتك تنزف على طرف الطريق ولما سرت مع السائرين مشفقة عليك... لو كنت رجلا لأعطيتك حذائك الذي رمته الرياح بعيدا ..... لو كنت رجلا لحملتك على عاتقي محاولة انقاذك.... لو كنت رجلا لما أكملت طريقي وذهبت لبيتي وجلست مع أسرتي وقد لا تجد أسرتك عزاء لفقدانك أو قد لا تعلم أصلا إذا كنت حيا أو ميتا



لو كنت رجلا...... لما تركتك وحيدة "في عز الشمس" وقد ظهرت خيبة أملي عندما فشلت في مساعدتك....فانا لا أقوى على ذلك....لو كنت رجلا لما أكملت طريقي ناظرة اليكي قائلة: "يا عيني....دي ست كبيرة مش هتقدر تزق العربية لوحدها في مكان زي ده" "


لو كنت رجلا......لاستقرت يدي على وجهك "بعد قلم محترم" جزاء مافعلته مع بنات الناس



لو كنت رجلا......لما خفت أن أساعد أحد المسنين في الشارع تصديقا لما سمعت دائما وعشته بـنفسي: أحسن يؤذيكي يا بنتي



لو كنت رجلا......

0 comments: