Pages

Sunday, October 10, 2010

النفق

أنا لا أعرف لماذا أكتب هذا الكلام....فـبصراحة...وأنا في البداية لا أعلم عما اتحدث....ولكنني أريد ان أتكلموأحكي عن يوم في حياتي ...يوم مثل أي يوم....ولكني أحببت ان اتحدث عنه...قد تبدو بعض اللقطات به فلسفية....و أنا لا أحب الفلسفة....لهذا أعتذر عنها مقدما...وأطلب من القارئ ان يتحمل السطور القادمة من الأفكار غير المرتبة....يمكن يكون فيها سطر ينفعه....بيقولوا إن دي خبرات



الساعة الثانية ظهرا.... كانت الشمس مشرقة تبعث حرارتها على جميع أنحاء المحروسة رغم اعتدال الجو عادة في فصل الخريف....الفصل الذي أفضله رغم ظلم الناس له بوصفه بالكآبة دون التفكير في أنه أفضل فصل من حيث اعتدال الجو في مصر ....ناهيك عن إن فيه عيد ميلادي...ودي لوحدها بالدنيا


الأوبرا....حيث الماسورة المكسورة منذ أكثر من أسبوع ....والتي تم اصلاحها مع ترك حفرة للذكرى ...مما أدى إلى تعطيل حركة المرور حيث تضطر السيارة من دول أن "تفرمل" ثم "تحدف يمين" حتى تفادي الحفرة


وكما اعتدت ان أمارس عادت كمختلة عقليا....قررت ان اقضي الصباح وحدي...حفاظا على صحتي النفسية....وحفاظا على شعور الآخرين...عشان متجيش فيحد فيهم...


واتماما لجولة الصحة النفسية....قررت أن "ألف في الشوارع"....وقد ساعدني على ذلك وجود الحفرة...فـشكرا للمجاري....وشكرا للمواسير


و قال على رأي المثل ....مشوار الألف ميل يبدأ بـخطوة....تلك الخطوة التي بدأ بها مشواري من الأوبرا إلى الجامعة.....


إذا كنت تعرفني جيدا فـستعرف انني أحب مشي المسافة الطويلة.....واعشق شمس المنتصف....لهذا أستمتع بالمشي "الغير هادف" في مثل هذا التوقيت.....واستكمالا ل اختلالي العقلي ....اتجول ناظرة إلى الآخرين من المارة وما حولي من معالم وعلامات


لم تكن تلك المرة الأولى التي أمشي فيها على كوبري أكتوبر سيرا على الأقدام...ولكنها كانت مختلفة...


النيل بــلونه الأخضر الذي تتلألأ أشعة الشمس الحركة فوقه مع رائحة عوادم السيارات التي كان لها بريقا آخر في هذا المشهد الخالد....الذي أكملت جماله أصوات الات التنبيه...مع أغاني عبد الباسط حمودة...نجم الأغنية الشعبية, والتي انطلقت من المركبة الجميلة التي تحمل ماركة حلاوة


لم تكن تلك المرة الأولى أيضا التي أسير فيها مسافة طويلة وحدي....ولكنها كانت مختلفة....قد يرجع ذلك للضوضاء المنبعثة من داخلي....أو لأن نفسي زعلانة مني عشان مش باقعد معاها لدرجة إني بخاف أقعد معاها لوحدنا أحسن تستفرد بيا وتأنبني


واصلت السير ....وطالما احببت ان أمشي على الرصيف "اللي في النص"...حتى اشعر بالسيارة عن يميني وعن يساري وأرى ناحيتي الطريق ....وحتى لا يشاركني أحد الرصيف...خاصة وأنا أحمل حقيبتان....بداخل احدهما لاب توب ثقيل


ولكن سرعان ماكدرت لوحات الإعلانات صفو مسيرتي....فـكلما قابلتني احداهم...اضطرتني لأن أنحني لها....أو لأن أنزل عن رصيفي....فـعبرت الطريق إلى أحد الجانبين حفظا على سلاماتي


واصلت السير مرة أخرى....حتى وصلت إلى ذلك النفق الذي لا اعرف له اسما...وضاق بي الرصيف حتى صرت أمشي "أقدم قدما على قدم" حتى استطيع المشي.....وبين كل خطوتين يقف لي تاكسي.....رغم أني لم أطلب منهم الوقوف....وقد يعرف المخضرم في عالم التاكسي أن القاعدة الأساسية هي....اكرف التاكسي يجيلك....انده للتاكسي يشتمك


وكأي إنسان طبيعي....عاودت العبور إلى الرصيف اللي في النص مرة أخرى و تذكرت حينئذ ان الإنسان مابيعجبوش العجب....المهم....


داخل النفق....كان شعوري مختلفا.....شعور لم أعهده من قبل.....بدأ الظلام يسود المكان......وبدأ صوت مقطوعة البيانو التي كنت أسمعها في الخفوت حتى اختفى تماما.....وصرت لا أسمع إلا أصوات السيارات المسرعة....وقفت في مكاني لوهلة....و استشعرت الهواء من حولي.....أصل الحاجة ممكن تبقى موجودة فيكل حتة.....بس مابنحسش بيها إلا في أماكن محددة فقط...واوقات معينة....عدت لإستكمال السير....ولم أحاول الالتفات حولي هذه المرة...فـأنا وحدي في هذا المكان...وحتى لو في ناس....فهم مزيد من المجانين قرروا الإنضمام إلى في رحلتي عبر النفق....وكأن الطريق كحياة الإنسان....أجزاء منه بها شمس متلالأة....وأجزاء مظلمة كل نفق....عاملة إنها منورة مع إنها في الواقع مظلمة....أجزاء فيها ضوضاء....وأجزاء فيها صوت البيانو...وأجزاء لا تسمع فيها إلا مايريد القدر ان يسمعك إياه....حتى لو كنت تفعل كل شيء لتسمع ماتريد.....وأحيانا أخرى تكون فيها أصما....لا تسمع شيئا إلا صوتك الداخلي....الذي كثيرا مايكون مخطئا ولكنك تسير وراءه "زي الأهبل" حتى تقع في الحفرة التي كانت تحذرك الاصوات الضائعة من السقوط فيها....أجزاء حارة رغم وجود الهواء حولك....ولكنك لا تشعر به...وأجزاء باردة....رغم عدم وجود اختلاف


أنا لن اتحدث عن باقي رحلة....ولا على باقي اليوم....ولكن سأكتفي بأن أقول انني عدت للنور مرة أخرى بعد النفق....واستكملت الموسيقى التي أردت سماعها...ولكنني لن أنسى هذه الفقرة المظلمة من طريقي

2 comments:

Computer Engineer said...

I like awy 3ala fekra :) :)

Marwa Morgan said...

Thanks ya Yassmeen :)