Pages

Friday, January 15, 2010

حتى لا تصبح العربية توكتوك

قد تكون هذه المرة الأولى التي أكتب فيها بالعربية....ولكني احسست بالخجل الشديد...حيث ان الموضوع الذي سأكتب عنه لا يحتمل الكتابة بـأي لغة أخرى..لذلك اعتذر عن "ردائة" الأسلوب و"ركاكة" الالفاظ..(واعتذر لقصوري في لغتي)

إنها الثالثة ظهرا....وقد أحسست حرارة الشمس رغم أننا كنا في "عز الشتاء" ولكن ذلك قد يعتبر امرا طبيعيا...فقد أصبحنا نرى ماهو أشد من ذلك غرابة طبيعيا...

كنت قد قضيت أكثر من نصف ساعة اتأمل ميدان رمسيس ...فالسيارات لا تتحرك فوق كبري أكتوبر الذي يدعوه التلفزيون المصري "شريان القاهرة"..ورأيت كم تعاني القاهرة من ضيق في شريانها...بعد ذلك الوقت الذي قضيته في تأمل الميدان..دخلت في حالة من التفكير لم استطع ان أوقفها حتى وصلت إلى وجهتي...فكنت أمشي متأملة الإعلانات والسيارات والمباني والأفراد ...الراكبون والراجلون...الكبار والصغار....الرجال والنساء...واتعجب لما وصلنا اليه من "العجب" وما تعودت ان أرى هذا القبح بل وان اتحدث عنه...ولكن ماصار أكبر من ان احتفظ به لنفسي..فقد خلق الله للإنسان وسائل مختلفة للتعبير عما بـداخله حتى لا ينفجر....وانني الآن في حالة من التعبير عن الرأي

أول مرة أحس بالغربة في بلدي...فقد درست في المدارس أن مصر دولة عربية تقع في شمال أفريقيا عاصمتها القاهرة وتتحدث "العربية" وكنت أظن حينها ان العربية كلمة مشتقة من "العرب" ولكنني اليوم ادركت انها تعني العربية أي "السيارة" وهي دليل على التغير والحركة وعدم الثبات فالإعلانات تكتب بالانجليزية وإن كتبت بالعربية (كتر خيرهم) فهي تكتب بـألفاظ "العربية" بل والميكروباص أحيانا (حتى الميكروباص كلمة مش عربي أصلا ) ولا استبعد ان تصل لمستوى التوكتوك إذا لم نحاول ان اصلاح هذه المشكلة..ولماذا لا تصل الإعلانات لهذا المستوى؟ الإعلام يخاطب الشعب...وهذه لغة الشعب ( وانا منهم وبتكلم كده) ولكن الاعلام له دور في التأثير على ثقافة الشعب (ومش هنتكلم في حوار مين قبل مين, البيضة ولا الفرخة) فلا يصح ان يكون طالب الجامعة يكتب (بينه وبين نفسه) بحروف انجليزية (وانا منهم برضه) فلم يظهر أتاتورك جديدا ليحول حروف الكتابة من العربية للإنجليزية كما حدث في تركيا (وأراهن على ان نصف الطلبة إن لم يكن أكثر من ذلك لا يعرف من هو أتاتورك أصلا) ولا استطيع ان اصف لكم مدى أسفي لما اشعر به الآن من صعوبة وأنا أكتب الآن بالعربية بينما أنا استطيع الكتابة بـلغة أخرى صفحات متواصلة دون الشعور بأي نوع من الصعوبة

حينما أسمع فيروز تغني "أحب دمشق...أحب جوار بلادي "...وأسمع أخي الذي لم يبلغ الرابعة عشر بعد يتحدث عن "ضرورة مقاطعة الجزائر" بينما هو نفس الشخص الذي قد لا يستطيع كتابة كلمة "مركب" بـشكل صحيح و لكنه (منذ سن اصغر) ينتقد سياسة الدولة (التي لا يعلم كم عدد محافظاتها أو ماذا حققت من انتصارات حربية أو حتى مااسم الشارع اللي ورانا) ..إذا كان هذا حال الصغار...فما حال الكبار بـأفضل بـكثير

عارفة إن الموضوع مكرر...بس حسيت اد إيه أنا مسئولة...لو في جاهل فهو مش جاهل القراءة والكتابة ..الجاهل هو اللي عقله ملغي ومش بيستعمله وبيمشي ورا الزيطة...معاهم معاهم...عليهم عليهم....النهاردة فلان خاين...بكرة فلان فلان بيحب مصر...النهارده لأ, بكرة آه...النهاردة يمين بكرة شمال...النهاردة أنا باكتب عربي...بكرة أنا هاكتب إيه؟ الانهارده أنا بقول ده غلط..بكرة هاقول إيه؟ النهارده أنا شكلي كده...بكرة هيبقى شكلي إيه؟ ماينفعش أسيب نفسي لسياسة "العربية"...أنا مسئولة عن تصرفاتي...ومسئولة عن اللي بعمله ومسئولة عن نتايجه (اللي ممكن متكونش بتأذيني أنا لوحدي...لكن بتأذي مجتمع بحاله معايا) أنا هبدأ والكل ورايا...أنا مش ورا حد...أنا عندي عقل بيتحكم في اللي جوايا وهو اللي بيمشيني...لو ماشغلتوش أبقى ماستهلوش...والاختلاف اللي ربنا فضل بيه الإنسان هو العقل...لو أنا رفضت الفضل ده..أبقى برفض آدميتي...وانا مش كده

0 comments: