Pages

Sunday, January 31, 2010

الجزء الذي لا يمكن ان يتجزأ من الكون

منذ طفولتي وأنا أحب أشعة الشمس الدافئة....وأحب ان اراها في منتصف النهار, تترك بريقا لها على مياه النيل الذي تحيطه الأشجار الخضراء ممتدة على ضفتيه وقد يكون هذا سبب تفضيلي لهذا الوقت من اليوم على وقت الغروب على عكس أغلب الناس.....ففيمنتصف النهار قوة للشمس....الشمس في شبابها...أما الغروب فيهو اضعف لحظة ذلك المخلوق....ولم اجد في حياتي تفسيرا لحب الشعراء للغروب غير انهم "عشاق للنكد"...وانا مش نكدية زيهم....لذلك أحب منتصف النهار واجده أفضل وقت للتأمل.

جلست وحدي وقد مالت الشجرة على...حتى اني كنت استطيع ان امد يدي والمس أوراقها الخضراء التي ظهر لونها واضحة في بريق الشمس....وكان المكان هادئا...فأنا لا أحب الزحام رغم حبي للناس وقدرتي على فصل نفسي عن الزحام وان أشعر نفسي بـعدم وجوده ومواصلة نشاطي الطبيعي

كنت سعيدة لوجود الشمس بـقوة....فأنا اشعر بالكآبة دونها....ولا أشعر بالوقت من حولي في غيابها ولا زلت أذكر حينما كنت في التاسعة من عمري وكان أحد أقربائي يعلمني كيفية تقدير الوقت باستخدام الظل واذكر كيف انبهرت حينما رفع يده قائلا: الساعة دلوقتي اتنين ....ورددت أنا: هو حضرتك عرفت ازاي يا عمو؟ فيرد: الجيش بيقول اتصرف....واذكر انحسار الماءعند البحر في ذلك الوقت حتى اني كنت أستطيع المشي داخله ورؤية الكائنات الصغيرة (كنت اخاف من أشواكها حين إذ)دون ان تبتل ملابسي ....ولم أكون حينها استوعب معنى المد والجزر وكثيرا ماحاول أبي شرح تلك الظاهرة العجيبة ولكني لم استوعب سببها....ولا زلت حتى يومنا هذا لا أقتنع بـأن القمر وراء ذلك كله ( و كأحد المختلين عقليا لا أؤمن بـكل النظريات العلميةوأشكك في الكثير منها) ولكنني عامين بـوجود الظاهرة فيأنا اراها كل يوم في تعاملات الأفراد والجماعة والمؤسسات بل وحتى الدول فـكل شيء لا يدوم على حال ول كل شيء قمة ومنحدر و لا فترات قوة وضعف.. تماما كل مد والجزر وتماما ك منتصف النهار وغروب الشمس ...وأعتقدان الله دعانا للتفكر في الكون من حولنا لنسقطمانراه على حياتنا...فالخالق واحد ويستحيل ان ينفصل نظام مخلوق عن اخر في ظل وحدة الخالق وقد يفسر ذلك سر اكتئابي لغياب الشمس التي ارتبط بها ارتباطا وثيقا لما بيننا من صفات مشتركة ك مخلوقان خلقهما خلقهما خالق واحد

أنا جزء من ذلك الكون الذي خلقه ذلك الخالق....وإذا لم النظر حولي ولم أفكر فيما اراه...فيأنا اتوحد وافصل نفسي عن عالم فطرت على التعايش معه وخلقت بـحواس تجعلني استمتع بـهذا التعايش ويختل توازني إذا فقدت احدها.....فكم ستصبح الحياة مريرة إذا فقدت بصري فلم أرى تلك الشمس ولم أرى شعاعها وبريقه وكم ستصبح الحياة مريرة إذا فقدت سمعي فـلم أسمع أصوات الأشجار المتمايلة حولي وكم ستصبح الحياة مريرة إذا لم أكن أدرك ماحولي واشعر به...فحينها سيختفي دفء الشمس والشعور بالسعادة والخوف وستختفي الحياة بأكملها

من يحاول خرق النظام الذي خلقه الله عليه...فـسيدرك غباءه وسوء تصرفه.....ومن لا يستخدم ماخلقه الله له...فـهو يخسر سعادة عاش يبحث عنها ولم يجدها ....ولن يجدها إن لم يعمل عقله ويستشعر ماذا أعطي ...ولماذا أعطى....

0 comments: